وجـوه حجازيـة

(1) حسن الفوي (1142 - 1176هـ)

هو حسن بن علي بن منصور بن عامر بن ذئاب شمة الفوي المكّي. ولد بمكة المكرمة وبها نشأ وأخذ العلم عن الشيخ عطاء بن أحمد المصري، والشيخ أحمد الأشبولي، وغيرهما من الواردين بالحرمين الشريفين. رحل الى مصر فحضر دروس الشيخ الحفني. وكان الفوي فصيحاً ذكياً حاد الذهن جيّد القريحة، له سعة اطلاع في العلوم ونظم رائق.

توفي رحمه الله ببولاق.

له: الحجج الظاهرة في تاريخ مصر القاهرة؛ الحقائق والإشارات الى ترقي المقامات؛ الحلل السندسية على أسرار الدائرة الشاذلية؛ كشف الرموز الخفية بشرح قصيدة الهمزية؛ مناسك الحج؛ نظم الأزهرية في النحو؛ وسع الإطلاع على مختصر أبي شجاع في الفقه(1).

(2) عيد النمرسي (... - 1140هـ)

عيد بن علي النمرسي الأزهري؛ محدّث جاور مكة المكرمة سنين، وأخذ عن علمائها، كالشيخ أحمد النخلي، والشيخ عبدالله سالم البصري. وروى عامة عنهما وعن الشمس محمد البرزنجي، وابن خليل الجزائري، ومحمد الشرنبلالي، ومحمد بن قاسم البقري، ومنصور المنوفي، وأحمد البشبيشي، وأحمد السندوبي، وأحمد النفراوي، وعبيد الديوي، وغيرهم.

وأخذ عنه كثيرون، منهم المحدّث محمد سعيد سنبل المكّي، وأكثر روايته في العلوم عنه، والشيخ عبدالرحمن بن حسن الفتني المكّي وغيرهما.

ترجم له صاحب تنزيل الرحمات على من مات بقوله: العالم العلامة، الفاضل الفهّامة، المدرّس بمكة والمدينة المنورة وتوفي بها، وكان عالماً جامعاً للعلوم. وذكره المرادي في سلك الدرر فقال: هو ابن علي القاهري، الشهير بالنمرسي، وجاور في آخر مرة بالمدينة المنورة، ودرّس بالحرم المدني، ولم يزل مقيماً بها الى أن توفي رحمه الله بها.

له: ثبت بناه على إجازته للشمس الحنفي(2).

(3) محمد الكردي (... - كان حيّاً سنة 1349هـ)

محمد صادق ماجد الكردي. نشأ في كنف والده، وأنهى دراسته في مدرسة الفلاح بمكة. كتب عنه الشيخ عبدالله عبدالغني خياط تحت عنوان: لمحات من الماضي، شخصيات لها أثرها في نفسي، فقال: (لقد كان من الواجب ان الكتابة عن سيادة الأستاذ محمد صادق الكردي في طليعة من أكتب عنهم من الشخصيات التي لها الأثر في نفسي لمزيتين او باعثين: الأولى: الجوار؛ فلقد كان لي شرف الجوار في الدار عندما كنت أسكن مع اسرتي في حي القرارة، وكان والده يغمرني كغيري من الجيران بلطفه وعطفه كلما مررت ذهابا وإياباً، وكنت أغشى مكتبته العظيمة التي حوت من كنوز الكتب النادرة في مختلف العلوم والفنون، فأجيل الطرف في بعض ما يعنّ لي قراءته ودراسته. وكانت دار فضيلة ماجد الكردي مضيفه، أو دار مطالعة يؤمها الزوار من أعظم البلاد الإسلامية، إما ضيوفاً على فضيلته أو للمطالعة في مكتبته، فيجدون منه الترحيب وكرم الضيافة وحسن الوفادة، ولا يؤم المكتبة طالب علم إلا ووجدها مفتوحة الأبواب تستقبله بأحسن ما يستقبل به زائر، فيغادر الدار يثني على صاحبها ويلهج بالثناء عليه. وفي هذا الوسط الذي جمع الفضائل والمكارم تربى سيادة الأستاذ محمد صادق الكردي استاذنا الجليل يرحمه الله).

الى أن قال: (تتلمذت عليه في قراءة القرآن الكريم، وكنت من حفاظه، فاستغل سيادته ذلك، واكتفى بتوجيه الطلاب الى قراءتي وسماع الترتيل والتجويد، ومعرفة الأحكام. وشيء آخر لسيادة أستاذنا، وهو التهيّب من درس الرياضة. كنتُ أعاني من درس الحساب والجبر والهندسة ما يعانيه اضعف الطلبة فيها إدراكاً فحاول سيادة استاذنا أن يبعد عني شبح الخوف والتهيّب، وتقدير الفشل في دروس الرياضة، وأن أضع في حسابي أن كل شيء مع بذل الجهد وتكرار المحاولة لا بد أن يبلغ فيه المرء ما يريد. وطفق يرحمه الله يبسط شرح المسائل الحسابية والجبرية، ثم يأخذ في حل نظائرها على السبورة. كان مديراً لدر البعثات السعودية بالإسكندرية لفترة طويلة)(3).


(1) عبدالرحمن الجبرتي، عجائب الآثار في التراجم والأخبار، جـ2، ص 213. اسماعيل البغدادي، هدية العارفين، جـ1، ص 299. وعمر رضا كحالة، معجم المؤلفين، جـ3، ص 263. ومحمد الحبيب الهيلة، التاريخ والمؤرخون بمكة، ص 405.

(2) عبدالله مرداد ابو الخير، مختصر نشر النور والزهر، ص 386. وعبدالحي الكتاني، فهرس الفهارس، جـ2، ص 805. ومحمد خليل المرادي، سلك الدرر، جـ3، ص 473. واخيراً عمر رضا كحالة، معجم المؤلفين، جـ 8، ص 17.

(3) عبدالله عبدالغني خياط، لمحات من الماضي، شخصيات لها أثرها في نفسي، عكاظ: 14/6/1405هـ.

الصفحة السابقة