وجـوه حجازيـة

(١) محمد سعيد ابو الخير (١٢٨٣هـ - ١٣٥٣هـ)

نشأ في بيت والده، فحفظ القرآن الكريم ومجموعة من المتون في الحديث والنحو والفقه وغير ذلك، ولازم والده علامة عصره، وعرضها عليه، والتحق بالمدرسة الصولتية، وتخرّج منها، وتصدّر للتدريس بالمسجد الحرام، فدرّس في التفسير وغيره.

عُيّن عضواً بهيئة التدقيقات (التمييز) في عهد الشريف حسين، وفي العهد السعودي عُيّن مديراً للأوقاف في الحجاز(١).

(٢) بدر الدين الصعدي (٧٩٠هـ - ٨٧١هـ)

هو حسن بن محمد بن قاسم بن علي بدر الدين الصعدي اليمني، نزيل مكة المكرمة. ولد بصعدة ونشأ بها، ورحل الى عدة بلدان من الهند ومصر وعدن وسواكن ومكة المكرمة، التي انقطع بها من سنة ٨٣٢هـ، وعمّر بها دوراً، واستأجر رباطاً بباب سويقة، احد أبواب المسجد الحرام، وعمّره ووقف منافعه على الفقراء، وعمّر كثيراً من عين حُنين، وسبيلاً في داره بمنى. وُلّي نظر المسجد الحرام عوضاً عن القاضي أبي اليمن.

كان خيّراً ذا مروءة وأفضال بالتصدّق والقرض لأهل الحرمين وغيرهم، معظّماً في الدولة، عارفاً بأمور الدنيا، بلغ الغاية في المعرفة بأمور التجارة حتى صار كبير التجار بمكة، ومرجعهم مع صدق اللهجة. توفي رحمه الله بمكة المكرمة(٢).

(3) محفوظ الترمسي (١٢٨٥هـ - ١٣٣٨هـ)

محفوظ بن عبدالله بن عبدالمنان الترمسي الجاوي، ثم المكي الشافعي. ولد بقرية ترمس من قرى جاوا الوسطى، وتلقى مبادئ الفقه عن شيخ مكتب القرية؛ وحفظ القرآن الكريم.

قدم الى مكة المكرمة سنة ١٢٩١هـ واستوطنها مع والده، وقرأ عليه جملة من الكتب، ثم رجع الى جاوا صحبة أبيه، وانتقل الى سماران ولازم بها الشيخ صالح بن عمر السماراني، وقرأ عليه جملة من الكتب، ثم عاد الى مكة المكرمة، وتلقى على كبار علمائها، وتفقّه على السيد ابي بكر بن محمد شطا المكي، وهو عمدته في الرواية والحديث، وسمع كثيراً في الحديث ومصطلحه عن المحدّث السيد حسين بن محمد الحبشي، وعلى الشيخ محمد سعيد بابصيل، وأخذ القراءات الأربع عن الشيخ محمد الشربيني الدمياطي نزيل مكة المكرمة، وبرز في الحديث وعلومه بعد جد واجتهاد في التحصيل، وبرع واشتهر في الفقه واصوله والقراءات واجازه مشايخه بالتدريس، وتصدى للتدريس بالمسجد الحرام عند باب الصفا؛ وتخرّج علي يديه خلق كثير، وروى عنه جماعة من المشايخ، منهم المحدث الشيخ حبيب الله الشنقيطي، ومحدّث الحرمين الشريفين الشيخ عمر حمدان المحرسي، والمقري الشيخ احمد المخللاتي، وغيرهم كثيرون.

توفي رحمه الله بمكة المكرمة. وله: كفاية المستفيد لما علا من الأسانيد(3).

(4) يوسف البنقالي من علماء القرن الرابع عشر الهجري

هو يوسف بن اسماعيل البنقالي الحنفي. ولد بمكة المكرمة ونشأ بها وحفظ القرآن الكريم؛ ثم رحل الى غير بلد من بلدان الهند لطلب العلم، وجدّ واجتهد وحاز كثيراً من العلوم، ثم عاد الى مكة المكرمة، واستوطنها ودرّس بالمدرسة الصولتية، وأخذ عنه كثير من الفضلاء، والى جانب ذلك كان يحضر دروس الشيخ رحمة الله، وبعد موت الشيخ رحمة الله نُصَّبَ مدرّساً بالمسجد الحرام، وكان عالماً فاضلاً متفنناً مشتغلاً بالتدريس والإفادة، حتى توفي رحمه الله بمكة المكرمة(4).


(١) عمر عبدالجبار، سير وتراجم، ص ٢٣٨.

(٢) عمر بن محمد بن فهد، إتحاف الورى، جـ٤، ص ٤٧٦؛ ومحمد عبدالرحمن السخاوي، الضوء اللامع، جـ٣، ص ١٢٧

(3) محمد ياسين بن عيسى الفاداني، في نهاية كفاية المستفيد، ص ٤١؛ وعمر عبدالجبار، سير وتراجم، ص ٢٨٦. وانظر: عبدالحي الكتاني، فهرس الفهارس، جـ١، ص ٥٠٣.

(4) عبدالله مرداد ابو الخير، مختصر نشر النور والزهر، ص ٥١٩؛ وانظر ايضاً: عبدالله بن محمد غازي، نظم الدرر، ص ٢١٥.

الصفحة السابقة