وجـوه حجازيـة

عبدالله بن عبدالرحمن سراج (1293هـ ـ 1368هـ)

ولد بمكة المكرمة وتلقى تعليمه فيها، فالتحق بالمدرسة الصولتية وتخرج منها، وقرأ على والده وعلى علماء مكة المكرمة في عصره. ثم سافر الى مصر وقرأ في الجامع الأزهر، ثم عاد الى مكة وتولّى إفتاءها في زمن الشريف علي، ثم في زمن الشريف حسين عين قاضي القضاة ورئيس الوكلاء، وكان قائماً في وظيفته الى انتهاء الدولة الهاشمية، وغادر مكة بدخول المحتلين السعوديين الوهابيين لها، ثم توجّه الى الأردن، فكان محلّ رعاية الأمير عبدالله بن الحسين، وثقته، فأسند إليه رئاسة الوزارة الأردنية عام 1348هـ.

وخلال رئاسته للوزارة جرى العمل على تأسيس المجلس التشريعي، وكان أهم انجازاته في رئاسته للوزارة استصدار قانون منع بيع وتأجير الأراضي للأجانب، فقد كان اليهود يطمحون الى شراء أو استئجار الأراضي في الأردن لاستيطان العائلات اليهودية بها.

استمر في رئاسة الوزراء سنتين وأربعة أشهر ثم أقيلت وزارته.

حاول الملك السعودي استمالته اليه والسماح له بالعودة الى موطن آبائه وأجداده في الحجاز، ومنّاه بأنه سيلقى منه التكريم والتقدير، ولكنه آثر البقاء في الأردن، رافضاً بأدب جمّ العودة الى مكّة المحتلة من آل سعود. وبعدها ألمّ به المرض الذي عانى منه 17 عاماً الى أن توفاه الله في الأردن. ولقد كانت حياته مثالاً للعصامية والكفاح، ملتزماً بأخلاقه وبمادئه، وقد عاش فقيراً ومات فقيراً، فلم تكن للمناصب التي تولاها أثر في تغيير أخلاقه أو تجلب له الثراء المحرم(1).

يوسف قطان (1270-1350هـ)

كان من أكابر أعيان مكة المكرمة وأثريائها. بلغ من العمر ثمانين عاماً تقلّب فيها بين مناصب شتى، قام بمهام أمورها خير قيام، فاستحق من أجلها الذكر الحسن.

في سنة 1303هـ تولى مشيخة الجاوة بمكة، ثم تعيّن رئيساً لبلدية مكة المكرمة سنة 1331هـ مدّة إمارة الشريف حسين حينما كانت الحكومة العثمانية، ومكث فيها الى أن تشكلت حكومة الشريف حسين فتعيّن فيها وزيراً للنافعة. وقد قام أثناء وظيفته بمشاريع جليلة في البلاد المقدسة، ومن أهم تلك المشاريع العمرانية إيجاد الشارع الجديد الذي سمي باسمه تقديراً لعمله (الشارع اليوسفي)، وفتح طريق الحجون الذي يبلغ طوله 150 متراً وعرضه سبعة أمتار، وعمقه إثنا عشر متراً من بين جبلين.

غادر الحجاز بعد سقوطه بيد الإحتلال السعودي سنة 1343هـ، ثم عاد الى مكة المكرمة مع من عاد، وأصبح عضواً بمجلس الشورى، ثم نائباً لرئيس لجنة الحج (1347-1349هـ). توفي رحمه الله في مكة(2).

عبدالوهاب بن أحمد نائب الحرم (0000-1361هـ)

من بيت شهير بمكة المكرمة، وينتمي الى أسرة قديمة بمكة من أهلها الأصليين. كان بعضهم في الشام وأصبحوا من أشرافها، ولهم بمكة شهرة واسعة ونيابتهم في الحرم كانت نيابة عن الأمير في شؤون المسجد ومراقبة موظفيه من خدم ومؤذنين وأئمة. شعر بألم شديد، وهو في الطواف في ملابس الإحرام، فتوقف عنه، ونقل الى داره، فتوفي بالسكتة القلبية رحمه الله(3).


(1) غازي، عبدالله بن محمد. نثر الدرر بتذييل نظم الدرر، ص 47. والمغربي، محمد علي. أعلام الحجاز، جـ 3، ص 375-393، وفيه ولادته سنة 1296هـ.

(2) حديدي، عبدالحميد. في ترجمة الشيخ يوسف قطان، أم القرى عدد 1212/ 1350هـ. وزيدان، محمد حسين. قضايا وآراء، رجال في مكة المكرمة: يوسف قطان، صحيفة الندوة، عدد 2840، في 30/7/1406هـ، ص3.

(3) باسلامة، محمد ابو داود. في حياتهم، البلاد، العدد 7378، في 15/9/1403هـ، ص 10-11. وانظر ابن صديق، أبو هشام عبد الله بن صديق. الأسر القرشية، ص 232.

الصفحة السابقة