وجـوه حجازيـة

أحمد بن علي بن حسن بن صالح 1272هـ  ـ 1347هـ

ولد في الطائف ونشأ بها، وتلقى مبادئ تعليمه فيها، ثم توجّه الى مكة المكرمة، ولازم الشيخ رحمة الله العثماني، مؤسس المدرسة الصولتية، كما لازم السيد أحمد دحلان، فحضر دروسهما وأخذ عنهما، ونظم الشعر، وأصبح علماً من علماء الحجاز الذين يرجع إليهم في حل المشاكل. قرأ بعض كتب الطب القديم والحديث، وحذق باللغة الفارسية، وله إلمام بالتركية والفرنسية. تلقى الطب اليوناني بالطائف عن الشيخ إسماعيل نواب، ثم افتتح دكاناً للعقاقير لمعالجة الأهالي. وكان محبوباً مقدراً من جميع الطبقات. وكان الملك حسين بن علي يعول على طبه إذا مرض. أعد منهاجاً لنشر التعليم في البادية في عهد الحكومة العثمانية، أعانه عليه أحد ولاتها (كاظم باشا)، وعهد إليه باختيار المعلمين، فاختار طائفة منهم، كان يرشدهم الى الطريقة التي يأمل نجاحها. كان فَكِهَ الحديث، وكان في العهد العثماني مفتشاً بمدارس القرى. تولى قضاء الطائف في العهد السعودي، وتوفي رحمه الله فيها.

له: الأسباب والعلامات في الطب، ديوان شعر، رسالة في المنطق، رسالة في العلوم العربية، مجموعة طبية(1).

أحمد نظيف ... ـ 1326هـ

أديب، شاعر، ومحامي (أو الدعوجي، كما كانوا يطلقون ذلك على كل مترافع عن موكله في الخصومات). كان أحد رجالات مكة المكرمة المعدودين في زمانه. حضر الى الشيخ رحمة الله العثماني، مؤسس المدرسة الصولتية، وحينما أكمل بناء المسجد الذي أقامه الى جانب المدرسة، فطلب منه أن يسمح له بكتابة ابيات شعرية من نظمه لتخليد ذكر بناء المسجد وتاريخه، فسمح له بذلك، ونقرت على حجر كبير نصب على الباب، فقال:

على أيمن الدانين بالسفح من كدا

مقام كريم للمصلي تجدّدا

دعائمه شيدت على البر والتقى

وأرجاؤه للعلم والدين والهدى

أحاطت به الأنوار من كل جانب

وطاب لأهل العلم والرشد موردا

بناه الهمام البحر ذو الفضل والندى

ولا غرو قد أضحى إماماً مجدّدا

فلله ما أبدى من الخير في الورى

من النفع في نشر العلوم وشيّدا

له الفوز ما قال (النظيف) مؤرّخاً

بما فاء أنشأ (رحمة الله) مسجدا (2)

أحمد العجيمي كان حيّا سنة 1342هـ

مؤسس مدرسة الترقّي بمكة المكرمة بمساعدة السيد زيني كتبي، وكانت في الأصل كُتّاباً ثم تحول الى مدرسة سنة 1342هـ، وكان مقرّها في القشاشية في بيوت آل زيني، وهي من بين المدارس الأهلية التي أنشئت بعد احتلال الملك عبدالعزيز للحجاز، والتي كان لخريجيها دور كبير في النهضة التعليمية الحديثة(3).


(1) عبد الجبار، عمر، سير وتراجم، ص 51؛ والزركلي، خير الدين، الأعلام، جـ1، ص 177؛ كحالة، عمر رضا، معجم المؤلفين، جـ2، ص5؛ الحبشي، أبو بكر بن أحمد، الدليل المشير، ص 52.

(2) عبدالجبار، عمر، سير وتراجم، ص111؛ رفيع، عمر، مكة في القرن الرابع عشر الهجري، ص 333؛ الغزاوي، أحمد بن إبراهيم، شذرات الذهب، ص 381.

(3) مقادمي، فيصل. التعليم الأهلي للبنين بمكة المكرمة، ص 148.

الصفحة السابقة