وجـوه حجازيـة

صالح بن محمد بن عبد الله بن إدريس الكلنتي المكي الشافعي (1315هـ ـ 1379هـ)

ولد بمكة المكرمة ونشأة نشأة دينية، فقرأ القرآن الكريم على جده الشيخ عبدالله بن إدريس، وعلى الشيخ محمد المصري، والشيخ حسين الصنهاجي القارئ الضرير، وقرأ على جده المذكور في العقائد والفقه الشافعي. التحق بالمدرسة الخيرية التابعة للشيخ محمد بن يوسف الخياط، وفيها قرأ الصرف والنحو والتوحيد وغير ذلك. ولازم الشيخ احمد بن عبداللطيف الخطيب، وقرأ عليه في الفقه والنحو والفرائض وأصول الفقه والفروض والقوافي. وقرأ على الشيخ أحمد النجار الطائفي في الفقه والمصطلح، وعلى الشيخ جمال الملكي، والشيخ عبدالرحمن دهان، والشيخ محمد الخير، وعلى الشيخ محمد بن عبدالقادر الفطاني، وعلى الشيخ مشتاق أحمد الهندي، والشيخ عيسى رواس. وحضر دروس الشيخ حبيب الله الشنقيطي، والملا عبدالرحمن كريم بخش الهندي. وكان قد التحق بالمدرسة الصولتية سنة 1338هـ، ثم رحل الى فلفان وكلنتان وقدح، ثم رجع فالتحق بالمدرسة الصولتية فقرأ على مشايخها، وقرأ على الشيخ سعيد يماني، وسمع على الشيخ عبدالقادر بن صابر منديلي. ورحل الى جاوا سنة 1344هـ، ومكث يدرس فيها الى سنة 1349هـ ورجع الى مكة المكرمة، ولازم السيد عيدروس وقرأ عليه.

وفي سنة 1350هـ عين مدرساً بالمدرسة الصولتية، ثم عين مدرساً سنة 1356هـ بدار العلوم الدينية. وكان الى جانب التدريس يتلقى عن كبار علماء الحرمين الشريفين والوافدين إليها. فأخذ عن الشيخ عبدالستار الدهلوي وعن الشيخ حبيب الله الشنقيطي، والشيخ علي المالكي، والسيد عبد الحي كتاني، والشيخ عمر حمدان المحرسي، والشيخ عبدالقادر بن توفيق الشلبي، والمفتي الشيخ إبراهيم الغلاييني، وغيرهم. وروى عنه جماعة من طلاب الصولتية ودار العلوم الدينية. توفي رحمه الله بمكة المكرمة. وله: نظم تهذيب المنطق، رسالة في النحو(1).

محمد ماجد بن محمد صالح ابن فيض الله الكردي (1292 ـ 1349هـ)

ولد بمكة المكرمة ونشأ بها، وتلقى العلم على علمائها في عصره، وحفظ القرآن الكريم، وكان شغوفاً بطلب العلم ونشره فنشر كثيرا من الكتب على نفقته، وأنشأ مطبعة لهذه الغاية واحترف الطباعة وتجارة الكتب، واجتمعت له مكتبة خاصة من أفخم المكتبات في الحجاز، وهي موجودة الآن في مكتبة مكة المكرمة. تحدث عنها الدكتور عبدالوهاب ابو سليمان في كتابه: (مكتبة مكة المكرمة، دراسة موجزة لموقعها وأدواتها ومجموعاتها) فقال: (وهي كالتالي: أولاً، مكتبة الشيخ محمد ماجد الكردي المكي، توفي سنة 1349هـ، تبرع بها الشيخ عباس قطان رحمه الله تعالى. تحتل مكتبته قاعة كبيرة كاملة في الجنوب الشرقي من المكتبة، وتعد مجموعة هذه المكتبة أكبر مجموعات المكتبة وأنفسها، إذ تحتوي على نوادر المطبوعات، وهي صورة حية، وتعبير صادق عن حياة صاحبها، فقد كان رحمه الله عالماً فاضلاً من العلماء البارزين في البلد الحرام، وكان منزله منتدى العلماء والأدباء، وله شهرة واسعة في العالم الإسلامي، وهو أحد أوائل من أدخلوا الطباعة الى مكة المكرمة، فأسس مطبعة الترقي الماجدية بمكة المحمية عام 1327هـ، وطبع كثيرا من مؤلفات العلماء المكيين وغيرهم، فأوجد حركة علمية نشطة بينهم، استقلت محتوياتها بفهارس في أربعة مجلدات خصص كل مجلد لمجموعة من العلوم والفنون، وهي أول مجموعة أهديت لمكتبة مكة، ويبلغ عدد عناوينها أربعة آلاف ومائتا عنوان). وقد ذكر الزركلي فهرس المكتبة الماجدية من جملة مؤلفاته.

توفي رحمه الله بمكة المكرمة. وله: معجم كنز العمال، معجم التخاميس (شعر)، المنتخبات الماجدية (أدب)، وجميعها لم تطبع(2).

جعفر بن أبي بكر بن جعفر بن محمد جمعة لبني الحنفي المكي (1282هـ ـ 1340هـ)

الإمام بمقام الحنفي، المدرس بالمسجد الحرام. ولد بمكة المكرمة ونشأ بها، وتلقى علومه عن علماء المسجد الحرام في عصره، وبرع في الفقه الحنفي، وتصدر للتدريس بالمسجد الحرام مدة طويلة، وأخذ عنه الشيخ عرابي سجيني، والشيخ جميل إسماعيل، والشيخ صدقة عبدالجبار. بدأ عمله في العهد العثماني فكان كاتباً ثم رئيساً للكتاب، ثم نائب قاض. سافر رحمه الله الى مصر، ثم الى استانبول، ومنها الى الشام فظل فيها ستة أشهر، عاد بعدها الى المدينة المنورة فولي فيها القضاء، ثم نقل الى القضاء بخيبر، ثم عاد الى مكة المكرمة فولاه الشريف حسين قضاء الليث لمدة ثلاث سنوات، ثم رجعل الى مكة المكرمة فعمل في المحكمة نائب قاض، وظل بعمله الى أن توفي رحمه الله بمكة المكرمة إثر سقوطه مغشياً عليه عند باب أجياد داخل المسجد الحرام بعد صلاة العصر، فحُمل الى داره ببرحة الطفران في الثاني من شهر شعبان 1340هـ.

له: تاريخ عوامل مكة، العقود الملألئة، شرح منظومة ابن الشحنة في المعاني والبيان والبديع، رسالة في دفع الشدة في جواز تأخير الإحرام الى جدة، شرح نظم الكنز لابن فصيح، حاشية الطائي على متن الكنز ثلاثة مجلدات، الحديث شجون، شرح رسالة ابن زيدون، بغية المبتدئين في علوم الدين، رسالة في مسألة لقب الإمام في التوحيد (3).


(1) أبو سليمان، محمود سعيد، تشنيف الأسماع، ص 247؛ الفاداني، محمد ياسين، قرة العين في أسانيد شيوخي من أعلام الحرمين، ص 194.

(2) الزركلي، خير الدين، الأعلام، جـ7، ص 231؛ أبو سليمان، عبدالوهاب بن إبراهيم، مكتبة مكة المكرمة، دراسة موجزة، ص 23.

(3) عبد الجبار، عمر، سير وتراجم، ص 86؛ مرداد أبو الخير، عبدالله، مختصر نشر النور والزهر، ص 157؛ غازي، عبدالله بن محمد، نظم الدرر، ص 171؛ كحالة، عمر رضا، مستدرك معجم المؤلفين، ص 168. الزركلي، خير الدين، الأعلام، ص 2، 122. قزاز، حسن عبدالحي، أهل الحجاز بعبقهم التاريخي، ص 273.

الصفحة السابقة