وجـوه حجازيـة

عبدالله محمد باحمدين (1329 - 1369 هـ)

ولد بمكة وتعلم بمدارسها كما تعلّم اللغة الإنجليزية على يد بعض أساتذتها. توفي والده وهو شاب، وكان يعمل معه في متجره بالجودرية بمكة. أسس متجراً منفصلاً عن إخوته وأخذ يعمل عمل والده وهو استيراد الأقمشة وما إليها. كان طموحاً، ففكر في أعمال كثيرة تحتاج إليها مكة المكرمة في ذلك الوقت، وفي إدخال تطور جديد مفيد في التجارة فساهم في تأسيس مصنع للثلج بمكة المكرمة، فكان أكبر مصنع للثلج يسد حاجتها في ذلك الوقت. وكان من أوائل الذين قاموا باستيراد المكائن الزراعية والكهربائية وغيرها. عمل في الشركة العربية للتوفير والإقتصاد عضواً في إدارتها، ثم أصبح رئيساً لمجلس إدارة الشركة، وأخيراً عهد اليه بإدارة أعمالها فوجد المجال أمامه مفتوحاً لتحقيق بعض طموحاته. توفي رحمه الله بمكة المكرمة(1).

صالح بن علوي بن عقيل ( 1302 - 1359هـ)

نشأ في حجر أبيه علوي بن عقيل (1262-1338هـ) المدرس بالمسجد الحرام ، فحفظ القرآن الكريم وجوّده، وانصرف لطلب العلم، فحفظ مجموعة من المتون، وفهم شروحها ودرس حواشيها على مشايخ عصره بالمسجد الحرام، وأخذ عن الشيخ عبدالرحمن دهان، وأسعد دهان، والشيخ عمر باجنيد، والشيخ أحمد الخطيب، وأُجيز بالتدريس بالمسجد الحرام، وعقد حلقته في رواق باب الزيادة. تولى رئاسة السادة العلويين فكان موضع ثقتهم ومحبتهم و تقديرهم لحل مشاكلهم والدفاع عن حقوقهم(2).

عبدالرحمن بن كريم بخش (1290 - 1368 هـ)

قرأ القرآن الكريم على الشيخ داوود الأفغاني، وفي عام 1303هـ التحق بالمدرسة الصولتية بمكة المكرمة، فأخذ العلم عن علمائها، ومنهم الشيخ منير البنغالي، ولازم ملا نور الأفغاني مدة طويلة، وقرأ على الشيخ رحمة الله مؤسس المدرسة الصولتية، وسمع من الشيخ عبدالحق الإله آبادي، وقرأ على الشيخ خليفة النبهاني، وباشر التدريس في المدرسة الصولتية بعد أن أجيز بالتدريس، فدرس فيها وفي المسجد الحرام. ومن طلابه الشيخ حسن مشاط، والشيخ ياسين فاداني، والشيخ صالح كلنتن، وكان يدرس في التفسير والحديث والفقه الحنفي وغيرها كعلم الفلك. كان فقيراً معرضاً عن الدنيا يميل الى الخلوة والعزلة، وكان ينام تارة في مصافي أجياد أو في حوض البقر (العزيزية). توفي رحمه الله شهيداً حيث شوهد رأسه ملقى في حوض البقر، وظهر من التحقيق أن الذئاب افترسته(3).

السيد حسن مصطفى بن عبدالله أولياء (1279 - 1352 هـ)

الإمام والخطيب والمدرس بالمسجد النبوي الشريف. ولد بالمدينة المنورة ونشأ بها وتلقى تعليمه في مدارسها في العهد العثماني وفي المسجد النبوي الشريف. تولى الإمامة والخطابة والتدريس بالمسجد النبوي في العهد العثماني والهاشمي وأوائل العهد السعودي. امتهن الطب الشعبي حينذاك وكان يبيع الكتب في باب السلام بطيبة الطيبة. وعندما احتل آل سعود المدينة المنورة اصطحبه الملك معه الى الرياض فمكث هناك سنوات، وأقنع الملك بأن يسمح له بالعودة الى مكة المكرمة ليعيش بقية حياته مجاوراً لبيت الله الحرام، فنزل بالجودرية عند مقرأ الفاتحة بمكة، وتوفي بها.


(1) مغربي، محمد علي. أعلام الحجاز، جـ1، ص 147.

(2) عبدالجبار، عمر. سير وتراجم، ص 128؛ والمشهور، عبدالرحمن بن محمد. شمس الظهيرة، جـ1، ص 315.

(3) المصدر السابق ص 273. وأبو سليمان، محمود سعيد، تشنيف الأسماع بشيوخ الإجازة والسماع، ص 293. وغازي، عبدالله بن محمد. نثر الدرر بتذييل نظم الدرر، ص 50.

الصفحة السابقة