وجـوه حجازيـة

(1) محمد لبني (1323 ـ 1370هـ)

هو محمد جعفر لبني، ولد بمكة المكرمة ونشأ بها، وحفظ القرآن الكريم في الحرم المكي الشريف على يد الشيخ سليمان النوري، وتلقى تعليمه بمدرسة الفلاح بمكة المكرمة ولازم حلقات علماء المسجد الحرام. اختاره الملك فيصل حينما كان نائباً على الحجاز لرئاسة لجنة قضايا المطوفين لما عرف عنه من تحري الحق العدل، ولما يتمتع به من ثقة أهل مكة المكرمة، وإلمامه التام بشؤون المطوفين، وكان يعمل الى جانب رئاسة لجنة المطوفين محامياً امام المحاكم الشرعية بمكة المكرمة.

عُرف رجلاً محباً لعمل الخير، فقد وقف نفسه على خدمة الناس وخاصة الأرامل والضعيفات والفقراء من الناس، فكان يتولى قضاياهم والدفاع عنهم بدون مقابل، وأصبح بهذا مقصداً لأصحاب الحاجات وخاصة الضعيفات من النساء والمغلوبات على أمرهن، فكان يتولى شؤونهن في المحاكم والدوائر الرسمية، كما كان يتولى الإصلاح بين الناس وحسم الخلاف حينما يقع بينهم. عُين مساعداً لأمين العاصمة لفترة محدودة، وعيّن عضواً بمجلس الشورى، وفي نفس العام الذي تعين فيه توفي رحمه الله في حادث سيارة ودفن بمكة المكرمة(1).

(2) أمين الماحي (1305 ـ 1392 هـ)

أمين محمد الماحي؛ مؤسس مدرسة الماحي بمكة المكرمة. ولد بمكة وبها نشأ نشأة حسنة في كنف والده، فحفظ القرآن الكريم على يد والده، ولازم علماء مكة في عصره وتعلم منهم علوم القرآن الكريم والتفسير والحديث والفقه والسيرة النبوية والفرائض والحساب والخط، وبهم تخرج وأجازوه بالتدريس، فدرس مع أشراف ذوي غالب في منزل أبي نخلة الواقع أمام باب الصفا حينذاك، ثم أسس مدرسته في حي الشبيكة الواقع بالقرب من المسجد الحرام وذلك سنة 1339هـ، ودرّس بها مختلف العلوم، وتخرجت منها أول دفعة سنة 1348هـ، واعتمدت مديرية المعارف العمومية نتيجتها في نفس العام. ومن المتخرجين من مدرسته هذه الشيخ عبدالله بالخير، وعبدالله عريف، ورشيد فارسي، وعبدالله سنكي، وحسن نحاس. ظل الماحي يمارس عمله في المدرسة حتى سنة 1377هـ إضافة الى قيامه بعقد الأنكحة الزوجية. توفي رحمه الله بمكة المكرمة(2).

(3) عبدالعزيز اللكوعي (1297 ـ 1353هـ)

عبدالعزيز بن عبدالوهاب بن صالح اللكوعي البنقري الأندونوسي ثم المكّي. ولد بجاوا الشرقية في مدينة البنقر، وقرأ القرآن الكريم، وطلب العلم صغيراً فاتصل بعلماء عصره في بلده وقرأ عليهم المبادئ. قدم مكة المكرمة وجاور بها كطالب علم وأخذ بها عن علمائها بالمسجد الحرام، منهم: الشيخ زين بن بدري الصومباوي، والمفتي عابد بن حسين بن إبراهيم المالكي، والسيد سعيد بن عثمان بن محمد بن محمود شطا. ثم لازم ملازمة تامة الشيخ محفوظ بن عبدالله الترمسي المتوفي سنة 1338هـ، وأخذ عنه الفقه الشافعي والنحو وقرأ عليه القراءات السبع وشرحه على الشاطبية وبعض مصنفاته في أصول الفقه والسيرة النبوية وغير ذلك.

وأخذ الفلك والحساب والفرائض عن الشيخ الشعري بن عبدالرحمن الجاوي المكي، وقرأ الصحيحين على الشيخ سعيد بابصيل الشافعي، وسمع سنن أبي داود ومن سنن ابن ماجة على السيد حسين بن محمد الحبشي بمنزله وأجازه جميع مشايخه.

بعدها رجع الى بلده، واتصل بالشيخ خليل البنكلاني وقرأ عليه. ثم رجع الى مدينة البنقر سنة 1328 هـ واشترى أرضاً زراعية وبنى مسجداً ورباطاً للطلاب ومنزلاً، وجلس للتدريس ونشر العلم فدرّس النحو والصرف والبلاغة والفقه وغير ذلك، وتخرج به عدد كبير من طلاب العلم. كان عالماً ورعاً متعبداً منشغلاً بخدمة الطلاب والعلماء الى أن توفي رحمه الله(3).


(1) محمد علي مغربي، أعلام الحجاز، جـ1، ص165.

(2) فيصل عبدالله مقادمي، التعليم الأهلي للبنين في مكة المكرمة، ص 146

(3) محمود سعيد ابو سليمان، تشنيف الأسماع، ص 308

الصفحة السابقة