شعر

من (كآبة السجن) الى (سحابة الوطن)

علي الدميني


(طلّي) على نصف وقتي إنني ثملُ

بالفقدِ، مستوحشٌ من ذا يناديني

ومنْ يلمُّ على الذكرى ملابسنا

ومنْ سيشربُ، في الظلماءِ، من شجني

أمسيتُ ظلاً على الأشياءِ، أذكرُها

حيناً، وحيناً، أنسّي مَنْ يُجاذِبُني

مجازُ شعري، وما كنّا نُخايلهُ

مِنْ ضفّةِ الحُلْمِ حتى وجهنا الوطني

يا أمّ عادلَ، يا صُبْحاً أهشُّ بهِ

كآبةَ السجنِ، والآلامِ في بَدَني

أشْرَعْتُ بابي على الأحبابِ فانهدمتْ

معابدُ الشوقِ في عمري بلا ثمنِ

واستوحشَ القلبُ منْ صمتِ الأحبّةِ منْ

منامهمْ، مثلما الأحجار في المدنِ

ورحتُ أسألُ هلْ صوتي بهِ صممٌ

أمْ أنّ (رَبْعي) مضوا للشامِ أو عَدَنِ

نهرُ الغيابِ، غيابُ النّهرِ، وا أسفي

لبارقٍ غابَ في سيمائهِ الوثني

* * *

أغلقتُ بابي على بابي فحطَّ بهِ

وجهُ الحبيبةِ، ملهوفاً يعانقني

يا فوزُ .. يارفةَ الأفلاكِ، يا شجراً

يَخُطُّ في الأرضِ ما أهواهُ مِنْ سنني

يا طائراً لا يخافُ الريحَ إنْ عَصَفَتْ

ولا يهابُ المنايا في خُطى الزمنِ

أسرى بكِ الشوقُ منْ شرقِ البلاد إلى

غروبها، موجةٌ حمراء تسندني

لله ..هذا العناءُ الخصبِ يا فَرَحي

ويا جنوني، ويا سرّي ويا عَلَني

تجَمّلي بأريجِ الحلمِ وانتشري

سحابةً تحملُ الأمطارَ للوطنِ


10 /7/2004

الصفحة السابقة