اللواء مراد موافي والعلاقة السريّة مع الرياض

تولى اللواء مراد موافي منصب مدير المخابرات المصرية خلفاً للواء عمر سليمان، ولا نقول هو من بقايا النظام السابق، لأن النظام مازال محافظاً على تماسكه ويمثّل الكتلة الأكبر في الجهاز البيروقراطي، وبالتالي لم ينفصل عن السلطة حتى نقول بأن ثمة بقايا في طريقها للإنفصال.

موقع (فورين بوليسي) وصف اللواء مراد موافي بأنه أهم شخصية في مصر حالياً، وهو من يديرها فعلياً. وهو مهندس صفقة تبادل الأسرى بين حركة حماس والكيان الاسرائيلي، أو ما عرفت بـ (صفقة شاليط).

موافي الذي تولى منصبه الجديد في الحادي والثلاثين من كانون الثاني (يناير) من العام الماضي بقرار من مبارك، خلفاً للواء عمر سليمان بعد تعيينه نائباً لرئيس الجمهورية، وقبل تعيينه في منصبه الجديد كان يشغل منصب محافظ شمال سيناء. وكان موافي وفيّاً لمبارك الذي طالما كال المديح له ولسياساته.

من الجدير بالذكر أن مديرية الاستخبارات العامة في مصر هي من بين المؤسسات القليلة التي حافظت على تماسكها التام، ولم تتعرّض لأي تبدّلات بنيوية أو تخضع لتغييرات إدارية لافتة. فلا يزال رجال مبارك يحكمون هذه المؤسسة الأمنية التي تعتبر الأهم في النظام السياسي في مصر.

وبعد سقوط مبارك، بدأ موافي يضطلع بملفات خارجية منها استعادة العلاقة مع سورية وتعزيزها مع النظام السعودي، ولكن مالبث أن بدأ التحرّك الأميركي السعودي المزدوج لجهة قطع الطريق على عودة العلاقة الطبيعية بين القاهرة ودمشق. بل على العكس من ذلك، بدأ موافي تحرّكاً جاداً لإقناع قيادة حركة حماس بنقل مقرّها من دمشق الى القاهرة، بطلب من واشنطن والرياض. وبدأ النظام السعودي جهوداً مكثفة لاحتواء موافي عبر اللواء عمر سليمان الذي أصبح مستشاراً للأمير نايف، فيما فتحت قنوات فاعلة بين موافي والرياض عبر الأمير مقرن بن عبد العزيز، رئيس الاستخبارات السعودية، وصولاً الى الأمير نايف، ولي العهد ووزير الداخلية.

في حديث خاص مع شخصية مصريّة مقرّبة من المجلس العسكري يقول: أن السعودية تراهن على موافي في التعامل مع الثورة الشعبية المصرية واحتواء تداعياتها على الشارع العربي.

من اللافت، أن الاستخبارات العامة التي يديرها موافي أعادت العمل بالإجراءات الأمنية السابقة ومن بينها وضع قوائم للممنوع دخولهم الى مصر والمحسوبين على المعارضين في دول الخليج. أحد قادة المعارضة البحرينية نقل أن قائمة بأسماء معارضين للنظام البحريني وضعت في مطار القاهرة بعد زيارة الملك البحريني حمد بن عيسى الى القاهرة قبل شهور.

إسم موافي وحده المدرج على قائمة وزير الدفاع الأميركي بانيتا في أي زيارة يقوم بها الى القاهرة، والأهم من ذلك كله أنه حين قام شباب الثورة باقتحام السفارة الإسرائيلي وانزال علم الكيان الاسرائيلي، لم يلجأ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الى المشير طنطاوي، رئيس المجلس العسكري، ولا الى وزير الخارجية وإنما إتصل باللواء موافي.

رئيس جهاز الاستخبارات العامة في مصر بات بسبب مجهود خاص من اللواء عمر سليمان يضطلع بملفات خارجية، وهو ما فتح أمامه الباب كيما يصبح الرجل الثاني بعد رئيس الجمهورية. ولذلك، فإن علاقة اللواء موافي مع الرياض عن طريق اللواء عمر سليمان مستشار الأمير نايف ستجعل من ملفات عديدة يمسك بها جهاز الاستخبارات العامة بما فيها مجمل المتقدّمين للعمل في الأجهزة الحكومية الأمنية والعسكرية وكذلك شؤون الحركات السياسية العاملة على الساحة المصرية تحت تصرّف الأجهزة الأمنية السعودية!

الصفحة السابقة