اكتظاظ السجون السعودية.. وشهادة سجين

نشر موقع فرانس 24 على شبكة الانترنت في 6 شباط (فبراير) الجاري خبراً مطوّلاً عن اكتظاظ السجون السعودية مستنداً على صور ثابتة ومتحركة جرى تسريبها من داخل سجن بريمان، في مدينة جدة غرب البلاد. وقال الموقع بأن الفيديو المصور في أحد السجون السعودية أثار غضب المنظمات التي تندد بظروف الاحتجاز في البلد. ويضيف الموقع: يرى أحد مراقبينا الذي قضى مدة معينة في سجون المملكة أن الوضع يزدادا سوءًا.

ويذكر الموقع: يستطيع العديد من السجناء في السعودية الحصول بطريقة غير شرعية على هواتف محمولة ويستخدمونها لتصوير حياتهم اليومية (كما فعل السجناء في فرنسا عندما استطاعوا نشر مشاهد من سجن فلوري- ميروجيس عام 2008). وآخر فيديو من سجن بريمان في مدينة جدة غرب البلاد، يظهر رجال جالسون أو راقدون وقد تكدّسوا فوق فراش متهالك في أحد الممرات. وحسب أحد مصادرنا الذي زار المكان، فهذه هي الحال في جميع عنابر السجن.

وأكدت الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان، وهي منظمة مرخصة من الحكومة، مرارا أن سجون البلد مكتظة، ولا سيما بسبب طول أمد احتجاز أشخاص ينتظرون محاكمتهم. ومن جهتها أشارت منظمة هيومن رايتس ووتش في العديد من التقارير إلى ظروف احتجاز السجناء غير الإنسانية وذكر مثال خمسة سجناء إثيوبيين ماتوا اختناقا في شهر آب/أغسطس الماضي في أحد السجون المكتظة. وتقول السلطات إنها تنوي تسوية هذه المشكلة، وخصوصا عبر وضع برامج الخدمة العامة بديلا عن الحبس.

ونقل الموقع شهادة المواطن حسين اليوسف، ناشط سعودي سجن عدة مرات بعد مشاركته في مظاهرات مختلفة مناهضة للحكومة. وفي الربيع الماضي، قضى ثلاثة أشهر ونصف في شرق البلاد في مركز احتجاز في الخُبر. يقول اليوسف: في الآونة الأخيرة، تزايد اكتظاظ السجون وأصبحت ظروف الاحتجاز أصعب فأصعب. في سجن الخُبر كان آخر سجن حبست فيه وبلا شك أبشعها جميعا، وربما أبشع مما يظهر في هذا الفيديو. زنزانتي كانت مساحتها 5 أمتار على 6 وكانت تضم 23 سجينا. كنا نتناوب على النوم وبعضنا كان ينام في المراحيض. وحتى في أيام البرد الشديد لم يكن عندنا أغطية.

ويضيف اليوسف: أما النظافة فحدث ولا حرج. والأكل بالكاد كان مسلوقا. وعندما كانوا يعطوننا وجبة دجاج كنا نجد الريش عليها. في مثل هذه الظروف كان العديد من السجناء يمرضون ولأننا كنا متكدسين في مكان واحد لم نكن نفلت من العدوى. وطبعا كان من الصعب جدا استشارة طبيب.

ويوضح اليوسف: بعد أن ألقي علي القبض، تعرضت للضرب خلال الاستجواب وجرح ظهري. وفي السجن ساءت حالتي لأنني كنت أنام على الأرض مباشرة. طلبت الطبيب. وبعد أسبوعين من الانتظار، أعطوني حبوب باراسيتامول المسكّنة لكنها لم تجدِ نفعاً. وهذا ما يصفه الأطباء للسجناء مهما كانت الأعراض. الطبيب الذي فحصني شرح لي أنه لا يسمح له بوصف دواء آخر، بل إنه لا يملك أصلا دواء آخر. وقد ساءت حالة ظهري كثيرا لدرجة أنهم لم يجدوا حلاً إلا نقلي إلى المستشفى للعلاج. والمدهش في الأمر أننا نسمع في الأخبار عن مبالغ مالية تخصص للسجون وعن تحسّن ظروف الاحتجاز...لكن لا شيء من هذا على أرض الواقع. يبدو أن هذه الأموال لا تصل إلى الوجهة المقصودة.

الصفحة السابقة