جسور التعاون أم الاحتلال!

فكرة بناء الجسور بين دول مجلس التعاون الخليجي رائعة، كونها تعزّز أواصر الأخوة بين شعوبها، كما ترسّخ مبادىء التعايش والتفاهم والتعاون بين أبناء هذه المنطقة. فقد كان مشروع مدّ جسر إلى البحرين من أهم المنجزات على صعيد التواصل والتعاون بين بلدان المجلس، وشكّل أساساً طيباً لتعميم فكرة مد الجسور، حيث كان من المقرر أن تضطلع دولتا البحرين وقطر ببناء جسر بينهما ولكن لأسباب جزء منها معروف والآخر مجهول لم يتحقق حتى الآن، وكذلك بين قطر والإمارات.

ولكن..!

حين اندلعت الانتفاضة الشعبية في البحرين في 14 فبراير من العام الماضي، تبيّن للمراقبين هدفان مركزيان من وراء مدّ الجسر: الاول هو أن يكون ممراً للراغبين في قضاء عطلة نهاية الأسبوع في الفنادق والبارات في البحرين، والثاني هو تسهيل وصول قوات درع الجزيرة لقمع الاحتجاجات..الى درجة بات هناك قلق من فكرة مدّ الجسور.

في 21 إبريل الماضي، قرأنا خبراً مفاده أن السعودية تعتزم إنشاء جسر بري يربطها بسلطنة عمان، ونقل عن وزير النقل السعودي جبّارة الصريصري أن (المشروع المزمع إنشاؤه يواجه بعض العراقيل، وذلك في ما يتعلق باختراق صحراء الربع الخالي).

وقال الصريصري، إن وزارة النقل السعودية تسعى في الوقت الحالي للقضاء على هذه العراقيل في أسرع وقت ممكن، مؤكداً أن السعودية ستربط بكافة دول مجلس التعاون الخليجي برياً.

توقيت الإعلان بدا لافتاً خصوصاً في ظل حديث عن تنفيذ مشروع الإتحاد الخليجي الذي تتوجّس شعوب خليجية منه، خصوصاً إذا ما أدى الى انبعاث المخاوف من عودة (الشقيقة الكبرى) الى عادتها القديمة في التدخّل في الشؤون الداخلية لدول مجلس التعاون الخليجي، بحجة إن هناك أخطاراً مشتركة لابد من مواجهتها بما يسمح لها بإرسال قواتها هنا وهناك..بما يجعلها قوات إحتلال فعلية كما ينظر إليها البحرينيون اليوم.

الصفحة السابقة