مفتي السعودية: الساخرون من الدعاة والعلماء (كفّار ضالون)

لا يختلف المفتي في لغته التكفيرية عن دعاة الوهابية، فإن التدرّج في الأحكام غير وارد في العقل التكفيري الوهابي، فما يبدأ به التكفير ينتهي به. وكل ذلك يخضع لتفسير المفتي أو المكفرّاتي لا فرق، فما يعتبره الإنسان العادي حقاً طبيعياً، ينظر إليه الداعية باعتباره جناية، بينما هو يمنح نفسه الحق المطلق في الاستهزاء والسخرية من خلق الله وتصنيفهم فمنهم من يضعه في الجنة ومنهم من يقذف به في جهنم وبئس السعير، وبلغة تطال حتى هيئة الإنسان وشكله ووضعه الاجتماعي.

المفتي العام للمملكة الشيخ عبد العزيز آل الشيخ، تميّز عن سابقيه من المفتين أنه يفتقر للحد الأدنى من التريّث والدبلوماسية في التعامل مع قضايا الخلاف، ولطالما أطلق المفتي أحكاماً بالتكفير والتضليل ضد أشخاص وجماعات لمجرد أنهم يرون ما لايراه، ويعتقدون ما لايعتقد حتى داخل المجال الاسلامي الواسع، وهو مجال مفتوح للإجتهاد. فقد صنّف المفتي العام الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ من وصفهم بالساخرين من دعاة العلم والآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر بأنهم «كفار وضالون»، مشيراً إلى أنهم من «ذوي الأقلام المأجورة»، وأن «مقاصدهم مشبوهة ومعتقداتهم فاسدة». وبهذه العبارات يكون عدد من كتّاب الصحف المحلية قد بات في عداد الكفّار والضالين.

وقال آل الشيخ في خطبة الجمعة، التي ألقاها في جامع الإمام تركي بن عبدالله في الرياض 25 مايو «إذا كانت السخرية محرّمة وكبيرة من كبائر الذنوب، فكيف هي السخرية من الدعاة إلى الله والآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر، وأهل الدين والتقوى الذين يبصّرون الناس بدينهم، فالسخرية دليل على مرض في القلوب وفساد في المعتقد».

الصفحة السابقة