محمد الشميمي: أُفرج عنه، ولكن معاقاً

محمد طاهر الشميمي، شاب لم يبلغ العقد الثاني من العمر، جرى اعتقاله منتصف شهر نيسان (إبريل) الماضي في منفذ الخفجي عند الحدود الكويتية وكان برفقة والده رجل الدين المعروف في منطقة القطيف، طاهر الشميمي.

محمد الشميمي معوقاً بفعل التعذيب

لم تكشف السلطات السعودية عن أسباب اعتقاله، شأن الآلاف أمثاله الذين يدخلون المعتقلات ويخرجون منها دون معرفة اسباب اعتقالهم ولا التهم الموجّهة اليهم دع عنك حقّهم في الدفاع والتمثيل القانوني. ولكن حالة الشاب محمد كانت صادمة. فقد خرج من المعتقل بعد أن فقد القدرة على الحركة والنطق بعد شهرين ونصف قضاها رهن الاعتقال، بعد اتصال واحد اجراه مع عائلته من سجن المباحث بالدمام، المنطقة الشرقية، بعد أيام على اعتقاله.

حالة الشاب محمد أصابت عائلته والآلاف الذين زاروه في منزل والده بالصدمة حيث بدا واضحاً الانهيار البدني والنفسي الذي أصابه خلال فترة اعتقاله. وتداول الشباب على نطاق واسع عبر مواقع التواصل الاجتماعي تفاصيل مروعة عن حالة الشاب الصحية والنفسية. ونقلوا بأن الشاب محمد بدا شاحباً وفاقد القدرة تماماً على النطق أو الحركة إلا بمساعدة من أفراد عائلته. وكان الشاب محمد يستقبل زوّاره المهنّئين بالافراج عنه من سريره الذي كان ممدّداً عليه ولا يكاد يدرك بمن ومايجري من حوله. لقد كان واضحاً أن الشاب محمد قد تعرّض لتعذيب شديد القسوة خلال فترة اعتقاله القصير نسبياً.

صالح المهوس في غيبوبة بسبب التعذيب

أعراض مماثلة ظهرت على الشاب موسى المبيوق وهو من بين قائمة الـ 23 مطلوباً على خلفية المشاركة في التظاهرات السلمية في القطيف، حيث نقلت عائلته بعد لقائها به في السجن بأنه بدا شارد الذهب ولم يتعرّف على والديه. وصالح المهوس أصبح في حالة غيبوبة بفعل التعذيب في سجن الحاير بالرياض.

وأشار تقرير لمركز العدالة لحقوق الانسان نشر حزيران (يونيو) الماضي إلى العديد من حالات التعذيب التي تعرض لها معتقلون في سجن المباحث العامة بالدمام. ووفقاً لتقرير المركز الذي يتخذ من المنطقة الشرقية مركزاً لنشاطاته شملت حالات التعذيب ضد المعتقلين الضرب بالأيدي والركل بالأرجل والصعق بالكهرباء في أماكن حساسة من الجسم. كما شملت كذلك الضرب بالخراطيم واجبار المعتقلين على الوقوف لساعات طويلة وأيديهم مرفوعة.

ووفقا للمركز ألقت السلطات السعودية القبض على أكثر من 600 شخص منذ انطلاق المسيرات الاحتجاجية قبل نحو 14 شهرا، ولايزال نحو 150 منهم رهن الاعتقال. وذكر التقرير أن من بين المعتقلين على خلفية حرية التجمع السلمي وحرية الرأي والتعبير 35 طفلا لا يزال 11 منهم قيد التوقيف حتى الساعة. ونقلت مصادر محلية بأن هناك حالات مماثلة لحالة الشاب محمد الشميمي، حيث يتحدث ناشطون عن وجود حالة اغماء سريري لمعتقل في السجون السعودية.

الصفحة السابقة