خالد الفيصل: سوء البنية التحتية في جدة يشبه لندن وباريس

تمرّ على الولاة أزمان يفقدون فيها مجرد الاحساس ليس بآلام الناس وأوجاعهم فحسب، بل يصل بهم الحال الى مرحلة تكون فيها السخرية منهم أمراً مألوفاً واعتيادياً، وكأن أرواح الناس التي أزهقت في سيول جدة قبل عامين لم تكن كافية لأن تصيب هذه الدولة بنخبتها الحاكمة ببلاء عظيم.

ولكن كيف يحظى باحترام من لا يقيم وزناً لمشاعر الناس وقلوب العوائل المفتجعة بأبنائها وبناتها الذين أخذهم السيل بسبب فساد العائلة المالكة وطغيانها في البلاد..فمازالت مشاهد الموت والرعب والخراب شاخصة أمامنا ونحن نستعيد ذكريات مؤلمة كانت سبباً في إحجام الناس عن جعجعات العائلة المالكة ونعيقها في الحرب على الحوثيين في اليمن، وكانت حينذاك تبحث عن مؤيّد لحربها التي يدرك الجميع أهدافها، فيما كان الضحايا يتساقطون في سيول جدة، وتهدّم بيوتهم وتخرّب املاكهم في وقت كان الأمراء منغمسين في شؤونهم لا يرف لهم جفن ولا تتحرك فيهم نخوة ولارحمة.

خالد الفيصل، أمير مكة المكرمة، يصف بسخرية واضحة حال مدينة جدة، ويقارنها بكبريات المدن الأوروبية والأميركية. ويقول في تصريح له في 13 تشرين الثاني (أكتوبر) لصحيفة (الحياة) بأن (أحياء جدة التي تعاني من سوء البنية التحتية تشبه تلك الموجودة في نيويوك وباريس ولندن..). ووصف طفوحات المياه في جدة بتلك الموجودة في باريس ولندن، وكأنه يتحدث عن مدن سعودية أو شرق أوسطية، أو يتحدث عن مدن لم يزرها ولم ير شبكة تصريف مياه الأمطار فيها، رغم أن المطر لا ينقطع عن لندن طيلة أيام السنة.

ولكن إن كان ثمة عتب فالعتب كل العتب على من يرى في هؤلاء الرجال بديلاً عن جيل أدمن على تجاهل معاناة الناس والبقاء في حالة انكار دائمة لقضايا ومطالب هذا المجتمع بكل مكوّناته.

الصفحة السابقة