حرية الشريّان ليست بريئة؟

لاريب أن برنامج داود الشريّان على قناة إم بي سي الفضائية والذي يحاول أن يتقمص فيه دور برامج (هارد توك) التي يتصبب فيها الضيف عرقاً بسبب قدرة المقدّم البارع على قصف ضيفه بصلية من الأسئلة النارية، ليس استجابة لمطالب الشعب ولا تحوّل في عقلية النظام الاستبدادي السعودي.

اعتقد الشريّان أن برنامجه سوف يستقطب جماهير الداخل ويلبي تطلعهم في الحرية والكرامة، ولم يدرك بأن الشارع قد تجاوز مستوى الحرية الشكلية التي يحاول الترويج لها عبر برنامجه باستضافة شخصيات في مجالات غالباً ما تكون بعيدة عن السياسة، ولكن على صلة بهموم الناس المعيشية والحياتية..

ابراهيم السكران كتب مقالاً قصيراً بعنوان (ماذا وراء حرية داود الشريّان؟) وقال بأن (الجميع يعرف أن فضائية mbc فضائية موالية تتبنى الخطاب الحكومي الرسمي، والخطاب الحكومي الرسمي في غاية الحساسية من النقد السياسي واتهام مؤسسات الدولة وشخصيات المسؤولين الكبار..). وتساءل عن سبب السقف المرتفع الممنوح لداود في برنامجه (الثامنة مع داود). وبصرف النظر عن كل ما قيل من تفسيرات عن السبب، فإن السكران يحيل الى مقالة مارك لينش المنشورة في هذا العدد، حيث يرجع الاخير برنامج الشريان الى أن ال سعود أدركوا تضاعف الخطاب النقدي المتداول دورياً في “تويتر”).

هذه المعلومة، ساعدت السكران في الخروج بتصوّر حول سبب ارتفاع سقف الحريّة في برنامج الشريّان، حيث قال بأن هذه البرامج لم توجد (هكذا اعتباطاً، وليس ارتفاع تدريجي أو تلقائي أو عفوي مسكوت عنه، لا، هذا يعني أنه ارتفاع مدروس مسبقاً، هدفه وغايته: سحب البساط من انفراد شبكات التواصل الاجتماعي بالنقد السياسي، وتقليص وهج تويتر في نفوس الناس). وأن النظام (فتح في قنواته الرسمية برنامج الثامنة الشريانية، وغض الطرف عن ما تبعها من برامج مماثلة، بهدف تقليص الفارق النقدي بين الإعلام الرسمي والإعلام الجديد لتبديد جاذبية الإعلام الجديد). وبالتالي طالب السكران (أن لا يتم استغفالنا بمثل هذه البرامج، وأن نعي أن هدفها الأساس الإضرار بالمنافس، أكثر من كونها تهدف للإصلاح)..

الصفحة السابقة