جامعة الملك فهد تشحذ من خريجيها!

مهما بلغت قدرة المرء على انتقاء الكلمات المناسبة لتوصيف ما نشره موقع (العربية) في 23 فبراير الماضي، فإننا لا يمكن الافلات من كلمة (شحاذة). يقول الخبر أنه بمناسبة مرور 51 عاماً على أول دفعة من الطلاب الذين بدأوا الدراسة في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن في الظهران شرق السعودية، أقامت الجامعة احتفالها في جدة غرب السعودية من خلال برنامج تواصل مع الخريجين منذ العام 1968 وحتى الآن. الى هنا الخبر جميل ومعقول.

ولكن في المقطع الثاني من الخبر تكمن المفاجأة وهي: وبدأ الاحتفال الذي تناول في أكثر طرحه موضوع الدعم المادي أو ما يعرف بالمنح الطلابية من قبل الخريجين تجاه جامعتهم، أو المبالغ التي تذهب إلى صندوق وقف الجامعة، وهو ما وصفه الدكتور خالد صالح السلطان، مدير جامعة الملك فهد للبترول والمعادن برد الجميل ومنح الجامعة المزيد من الدعم المادي للصرف على برامجها وبحوثها العلمية. يقول السلطان بأن (الدعم المادي من الطلاب والخريجين لوقف الجامعة سيمنحنا المزيد من القدرة المادية للصرف على البرامج العلمية التي أنشأتها الجامعة).

وبصرف النظر عن الشكليات التي اعتمدها حفل الجامعة من طريقة الشحاذة (إسم المتبرع ومبلغ الدعم ومدده وعنوانه وطرق إيصاله)، فإن ما يلفت هو تأكيد مدير الجامعة على هذا الدعم الى درجة أنه قال (طموحاتنا كبيرة تجاه هذا الصندوق، وهو الآن يحتكم على مليار ونصف المليار ريال، ولدينا أهدافنا تجاه زيادة المبلغ، حيث نتطلع حالياً للوصول به إلى سقف ثلاثة مليارات ريال).

وبالرغم من أن طلب الدعم من الطلاّب عادة جارية في بعض الدول الغربية، وخصوصاً الديمقراطية والتي يسود فيها مبدأ الشفافية والمحاسبة، إلا أن بلداً يعشعش فيه الفساد كالمملكة السعودية يصبح الحديث عن مصادر مالية غير خاضعة للمسائلة والمحاسبة ينطوي على مخاطر بنشوء ظاهرة فساد في المؤسسات التعليمية.

من جهة ثانية، فإن الجميل الذي يتحدث عنه السلطان لا يستقيم من طرف واحد، فهل طاقم التدريس تطوعي، أم أموال الدولة التي يخصص قسم منها للتعليم هي من أموال أشخاص، بل هل الجامعة تساعد خريّجيها على البحث عن وظائف في ظل بطالة مرتفعة حيث أن نسبة العاطلين عن العمل من الجامعيين تتزايد باستمرار.

الصفحة السابقة