العمالة الأندونيسية ترحل من السعودية

في محاولة مئات الآلاف من العمال الأندونيسيين العاملين في السعودية الخروج منها، وبسبب بطء الأجهزة الرسمية واحباط الإنتظار والخشية من دفع الغرامة، احتج اولئك العمال عند قنصلية بلادهم في جدة، واشتبكوا مع رجال الأمن السعوديين، ثم اقتحموا مبنى القنصلية رافضين الانتظار خارجها في ظل درجة حرارة تصل الى الخمسين درجة مئوية. وقال شهود عيان بأن العمال القوا حجارة وزجاجات مياة على الشرطة التي عمدت بدورها الى اطلاق النار في الهواء.

واظهرت شرائط مصورة بثت على الانترنت وأكد شهود صحتها حريقا امام جدران القنصلية. واظهرت صورا اخرى رجالا يغطون وجوههم يضرمون النار في حواجز بلاستيكية بجوار الجدران.

وفي وقت لاحق استمر مئات الاندونيسيين في الانتظار قرب المبنى بشكل سلمي وان بعضهم يمكث على مايبدو في قطعة ارض خالية مجاورة حيث نصبت ما بين 20 و30 خيمة.

وتقول الحكومة انها تعمل على تطبيق إصلاحات شاملة لمعالجة مشكلة البطالة بين السعوديين من خلال حمل الشركات على تشغيل المواطنين الذين لا يمثلون حاليا سوى عشرة بالمئة من العاملين في القطاع الخاص بدلا من الوافدين الذين يقارب عددهم تسعة ملايين شخص.

ويعزو محللون الاضطرابات الى قرارات السلطة السعودية بالمهل التي وضعتها لمخالفي الإقامة، دون أن يكون لديها الكادر الإضافي لمعالجة القضايا المختلفة، ما جعل عشرات الألوف من العمال الأجانب يصطفون لساعات بل لأيام أحياناً في محاولة للخروج من السعودية.

بيد أن موضوع العمالة الأندونيسية له بعض الخصوصية. ففي الأول من أغسطس القادم، يتوقف بقرار رسمي اندونيسي توريد العمالة الى السعودية والتي يبلغ عددها مليون ومائتي ألف معظمهم من الخادمات. والسبب في اتخاذ القرار، هو اعدام السلطات السعودية لخادمة يمنية، بدون حتى إبلاغ حكومتها، كما أن نحو ٢٣ اندونيسيا محكوم عليهم بالإعدام في السجون السعودية. وقد سببت قرارات الإعدام سخطاً واسعاً لدى المنظمات الحقوقية الدولية وفي الشارع الأندونيسي، لكن الحكومة السعودية قالت بانها تستطيع توريد العمالة من دول أخرى.

على صعيد آخر، بدأت السلطات السعودية ـ ودول خليجية أخرى ـ حملة منظمة ضد العمال اللبنانيين الشيعة بحجة انتمائهم لحزب الله. ويرى مراقبون حقوقيون بأن هذا الإستهداف يتخذ طابعاً طائفياً وسياسياً تكون ضحيته عشرات الألوف من المواطنين اللبنانيين غير المهتمين بالسياسة. وياتي العقاب كما تعترف السلطات السعودية والخليجية بأنه رد على قرار حزب الله التدخل عسكرياً في سوريا، وبغية ضرب مصالحه في دول الخليج، وهو أمرٌ يشكك الكثيرون في وجوده أصلاً.

الصفحة السابقة