محاكمات قراقوشية

فاجأ القضاء السعودي المراقبين للشأن الحقوقي بالحكم على الناشط محمد الودعاني بالسجن ١٥ عاماً بتهمة الخروج على ولي الأمر، ومحاولة الإعتصام السلمي أمام مسجد الراجحي بالرياض قبل أقل من ثلاثة أعوام، اضافة الى تهمة مطالبته باطلاق سراح المعتقلين السياسيين ورفع لوحات تطالب بالإصلاح.

محمد الودعاني

من جهة اخرى، تستمر محاكمة العديد من الناشطين والإصلاحيين من كل المناطق، بمن فيهم الشيخ توفيق العامر، والشيخ نمر النمر، وعشرات المعتقلين الآخرين بتهمة اثارة الشغب وعرقلة حركة المرور، التي لا تعدو كونها المشاركة في تظاهرة تطالب بالإصلاحات. ومن بين الذين تستمر محاكماتهم الشاعر والفوتوغرافي حبيب المعاتيق، وفاضل المناسف ـ عضو مركز العدالة لحقوق الإنسان. وقال الناشط الحقوقي وليد أبو الخير، رئيس مرصد حقوق الإنسان في السعودية، ان محاكماته لازالت مستمرة، والتهمة هي (ازدراء القضاء وتشويه سمعة المملكة)، اضافة الى تهمة التنديد بمحاكمة اصلاحيي جدة.

وبالرغم من أن وضوح فقدان القضاء السعودي لمصداقيته، فإن وزارة الداخلية لا تلتزم حتى بقرارات هذا القضاء الذي تسيطر على أغلب مفاصله كما على القضاة أنفسهم. فقد اشتكت عوائل معتقلي الرأي من أنه رغم اصدار اوامر بالإفراج عن بعضهم، إلا ان السلطات تبقيهم في السجون لسنوات طويلة.

فصالح الحصين أتمّ عشر سنوات سجن ومضت ثمانية اشهر على امر الإفراج ولازال معتقلاً. وعزاز العزاز امضى سبع سنوات ولم يصدر حكم بحقه. ووالدة يوسف الشبانات تدعو الله بأن يفجع من فجعها بابنها الذي امضى ١٢ سنة في السجن ولا تعرف كم سيبقى. وبدر الحربي معتقل منذ ٩ سنوات والتحقيق معه لم ينته، كما تقول السلطات. والمضيان حكم بالإفراج عنه ولم يخرج حتى الآن. ومنذ سنة صدر قرار بالإفراج عن سلطان الفهيد ولكنه لم ير النور. والأسوأ من كل هذا ان علي العمري حكم عليه ثلاث سنوات سجن وهو الان في السنة الحادية عشر سجناً في الحائر.

وتستعجل السلطات السعودية أحياناً التخلص من عبء عشرات المعتقلين منذ سنوات بدون محاكمة، وبدأت بمحاكمتهم دون أن يسمح لهم حتى بتوكيل محام، كما هو الحال في المنطقة الشرقية، فضلاً عن أن تكون المحاكمة علنية وتستوفي شروط المحاكمة العادلة. آخر المحاكمات كانت للناشط السياسي جلال القطان (٢٠ عاماً) والذي اعتقل قبل أكثر من عام هو وثلاثة من المسعفين بينهم أخوه علي القطان (٤٥ عاماً) وخاله (محمد آل مصلاب)، وثالث من أقربائه وهو حسين آل عريف.

وكان جلال قد أُصيب في خاصرته برصاص حي من طلق ناري أطلقته القوات السعودية على تظاهرة سلمية خرجت للمطالبة باطلاق سراح الشيخ نمر النمر بعد تعرضه لمحاولة القتل العمد خارج اطار القانون في الثامن من يوليو 2012 ، الأمر الذي ألزم القطان أن يبقى طريح الفراش خشية الاعتقال، ولما ساءت حالته حاول أهله إسعافه فأخذ الى الكويت لكنه أوقف عند الحدود واعتقل هو ومن معه الى اليوم.

ألم نقل انها مملكة الإنسانية والعدالة والإسلام الصحيح؟!

الصفحة السابقة