ميزانية اليأس

هو اليأس من التغيير في كافة أشكاله، حتى ما يتعلق بالتنمية والعيش الكريم الشريف،

هو اليأس من انتظار الخير في بلد ينخر فيه النهب والفساد واللصوصيات وسوء الإدارة.

اليأس هو ما جعل الإهتمام بإعلان ميزانية ٢٠١٤ باهتاً، فقد سبق للمواطنين ان انتظروا في ميزانيات سابقة، ولم يتغير الحال رغم تزايد الأموال! حيث بلغت الإيرادات ١١٣١ مليار ريال وبفائض بلغ ٢٠٦ مليار ريال.

انها ليست ميزانية بل (غنائم تمّ تقاسمها وانتهت السالفة) كما قالت احدى المعلقات. المواطن مندهش: الميزانية تزيد، والفقر يزيد في الشعب. هل يشرح أحدٌ ما هذه المعادلة: أغنى دولة وأفقر شعب. كيف تستقيم الميزانية غير المسبوقة في التاريخ السعودي في وجود الفقر والبطالة وازمة السكن؟ إن كان المال مال الشعب، فلمَ لا يُقسّم عليهم؟ يسأل الشيخ موسى الغنامي؛ والشيخ ابن زقيل يقول انها ميزانية ضخمة قادرة على شراء ستة ملايين كيلوغراماً من الذهب، وتستطيع سداد كافة ديون المواطنين.

الجميع يدرك بأنه لن يتلذّذ بالميزانية سوى مجموعة أفراد وبضعة مشايخ، وكم جهاز أمني في دول وأنظمة عربية فاسدة.

يركز كثير من المغردين على ان المشكلة ليس فقط في النهب وانما في توزيعها على الدول بخاصة الأردن ولبنان والمغرب أيضاً، وهذا غير دقيق؛ فالنهب هو سبب البلاء. تقول نرجس: (وناسة يا عيال آل سعود وبناتهم، مين قدكم، شفتوا تعبكم وشقاكم)! ويقول التويجري بان الميزانية (احدثت ارتياحاً لدى الحرامية واللصوص ولم يستفد منها المواطن).

ليست المشكلة في سعودة الميزانية.  لكن إن كان جزء من الميزانية سيذهب لدعم الأنظمة فلتذهب الى أهل الشام فهم أحق من غيرهم، وفيهم الجائع والعاري. بيد أن يوسف الملحم لا يريد ان يذهب شيء منها للانظمة الموالية، واقترح ان تُمنع طائرات حكام عرب من الهبوط اهراق الزيت على مدرجات المطارات. هذا ما فهمه المواطنون من زيارة ملك الأردن لمكة المكرمة بحجة أداء العمرة يوم اعلان الميزانية، فقال الشهري انه جاء الى مكة (لأداء الميزانية).

هي ليست ميزانية خير، إلا اذا شهد المواطن بذلك، والمواطن لن يشهد، وانما الإعلام الرسمي فحسب. فالمواطن يلعن كل عام المسؤولين الحرامية ويلعن الخدمات التي يقدمونها، كما يقول المغرد جميل. لا جديد في الميزانية فالسيناريو يتكرر كل عام، ارقام فلكية، ورصد مبالغ للتنمية، ووعود، ولو أحسن التصرف في الميزانية فإنها تكفي لخدمة قارة كاملة وليس عشرين مليون مواطن فحسب. الصحفي ابراهيم القحطاني علق بأن الشعب محتاج الى قرار يخرجه من الإحباط بزيادة الرواتب ١٠٠ بالمئة، كما هو بحاجة الى برلمان منتخب، ليضيف ساخراً (او على الأقل معرفة اسم كائناً من كان) وفي ذلك اشارة الى الملك الذي قال انه سيضرب المفسدين كائناً من كان، ثم اصدر اوامره بعدم ذكر حتى أسمائهم.

الصفحة السابقة