السعودية مصنع التحريض والقتل

فكر التحريض على الكراهية وعلى القتل للآخر منتج سعودي يقوم به مشايخ السلطة وأتباع المدرسة السلفية الأقلوية في المملكة ضد خصوم النظام في الداخل والخارج. فكم من كاتب تعرّض للتهديد بالقتل، وكم من شريحة اجتماعية هُدّدت بالإلغاء والإفناء، سواء كان بالنسبة للحجازيين الذين يُهددون بالطرد والقتل، او  الشيعة في الشرق او الإسماعيلية في الجنوب. ولطالما صدحت منابر الجمعة بتكفير الآخر من المواطنين، ومعلوم ماذا يأتي بعد التكفير. ولطالما موّلت السلطات قنوات فضائية غرضها بث الفتنة والكراهية والقتل مثل صفا ووصال وأضرابها. حتى الإعلام الرسمي صحافة وتلفازاً يستسهل التحريض ضد مواطنين فكيف بالآخرين من خارج الحدود، بل أن وزارة الداخلية نفسها في بياناتها ضد معارضيها تحرّض ضد فئات وليس أفراداً فحسب، وتتهمهم بالعمالة للخارج، فضلاً عن وصمهم بالشرك والكفر والخروج عن الملّة.

المنتج السعودي وصل الى كل أصقاع العالم، ضد أمم ودول ومعتقدات.. فكراً يُروّج له؛ وأموالاً تُسكب بلا حساب لدعم التطرف والتحريض على ممارسته؛ ورجالاً يقتلون ويذبحون باسم الله وبناء على فتاوى مشايخ السلطة ووعاظها، ولم يُحاكم أي متطرف او كاتب او شيخ على اساس قيامه بالتحريض على الكراهية والقتل لأن القضاء السعودي لا يرى في ذلك جريمة من الأساس.

 آخر فتاوى القتل جاء من الشيخ عدنان العايض وعلى الهواء مباشرة من قناة صفا، حيث أهدر دم المخرج السوري نجدة أنزور، غداة بث فيلمه الأخير (ملك الرمال) الذي يتحدث عن سيرة مؤسس الدولة السعودية الملك عبدالعزيز، والذي ينظر اليه السلفيون وآل سعود على أنه ذات مقدّسة لا تُمسّ رغم أنه حاكمٌ اهدر الدماء وأقام المذابح ومُوّل من الإنجليز لقيام مُلكه العضوض.

الفيلم لاقى استياءً من آل سعود، وتلقى انزور تهديدات بالقتل سابقة، وقد تمّ توثيقها عبر محاميه في بريطانيا؛ كما أن الأمير طلال كشّر عن أنيابٍ ضد الفيلم، وكتبت صحف مقالات تهاجم المخرج دفاعاً عن مؤسس مُلك آل سعود. وجاء الشيخ السعودي عدنان العايض ليفتي بقتل انزور واصفاً آل سعود بأنهم (خزينة الدين الإسلامي). 

وفي السياق نفسه، وإزاء جريمة القاعدة في جزيرة العرب في هجومها الأخير على المستشفى العسكري التابع لوزارة الدفاع اليمنية، وقتل المئات من الأبرياء من النساء والممرضات والطبيبات والمرضى بدم بارد، وهو ما تم توثيقه من كاميرات المراقبة ونُشر في التلفزيون اليمني.. فقد تبيّن ان الهجوم الإجرامي جاء بتحريض من قناة وصال السلفية على المستشفى العسكري، لأن عدداً من السلفيين الأجانب واليمنيين الذين يقاتلون الحوثيين في دمّاج، قد اعتقلوا من قبل السلطات المعنية وأُخذوا من المستشفى كونهم جزءً من تنظيم القاعدة.

الصفحة السابقة