التحريض على الكراهية

أثارَ شريط فيديو صوّرَه عريفٌ في الداخليةِ السعودية من داخل مدرعته في بلدة العوامية، غضباً واستنكارا واسعا في اوساط المواطنين والمثقفين في المنطقةِ الشرقيةِ بعدَما أظهرَ استهتارا علنيا بحقوق المواطنين في شرقَ السعودية. الفيديو يظهر حقد الجهات الأمنية على المواطنين والنيل منهم بصفة عامة، وترديد عبارات طائفية، واتهامات في الأعراض، كما يظهر طبيعة الأوضاع المتوترة في المنطقة التي لم تهدأ منذ فبراير 2011، حيث الحراك السلمي المعارض مستمراً، رغم استخدام الرصاص واستشهاد نحو 18 شاباً، واعتقال المئات، وجرح العشرات. كما يوضح الفيديو سياسة العقاب الجماعي التي تستخدمها السلطات بحق المواطنين هناك، حيث كشف عن بعض من تجاوزات السلطة وقواها الأمنية والعسكرية التي لها حضور بارز وتجاوزات كبيرة.

وكتب المعارضُ السعوديُ الدكتور حمزة الحسن على حسابِه في تويتر معلقاً بأن الفيديو يُعطي صورة عما يَجري في العوامية. انهم مشحونون بالطائفيةِ والكره. ولا يهمُهم ـ مثلُ أسيادِهم ـ وطنٌ أو مواطنٌ بل حماية النظام. فيما اعتبر الناشط الحقوقي مخلف الشمري التجاوزات التي اظهرها الفيديو عملا ساقطا وخيانة لشرف المهنة والقسم الذي أدّوه، فالوطنُ للجميع واﻷمنُ للجميع. فيما أكد الشيخ عبد الكريم الحبيل أن نشرَ فيديو (عساكر العوامية) علاوة يُعتبرُ جريمة، مُطالبا بالاعتذار لأبناءِ ونساءِ الوطن، وعدم الاكتفاءِ بإدانة المذنبين. واستنكرَ الشيخ تلك الألفاظ البذيئة التي ظهرت من العساكر أثناء تصوير الفيديو، وقال أنها تكشفُ عن المنحى الطائفي الخطير.

ومن جهته، أدانَ الشيخ حسن الصفار الغطرسة واساءة استخدامِ السلطة لدى بعض رجال الأمن في المنطقة، معتبرا ما ظهرَ في لقطةٍ مصورةٍ لعددٍ منهم انتهاكا لكرامةِ المواطن واهانة للشعب كله. ووصفَ الصفار الجنودَ الذين ظهروا في المقطع المتداول بأنهم ضحايا لتعبئةٍ طائفيةٍ تدفعُهم للازدراء بالآخر. مضيفا بأن هذه التعبئة تقومُ بها منابرُ وأوساط عدة على مرأى ومسمع الجميع. كما انتقدَ صمتَ مختلف الجهاتِ وغيابَ التفاعل على المستوى الوطني؛ مطالباً بسنّ تشريعاتٍ تجرّمُ التعبئة الطائفية والتحريضَ على الكراهية على المستوى الوطني وتأسيس هيئةٍ خاصةٍ لمكافحة التمييز بأشكاله.

الصفحة السابقة