أمريكا وثمن مساندة آل سعود

كتب الصحافي باتريك كوكبيرن مقالاً في صحيفة (الاندبندنت) في 30 مارس الماضي، تناول فيه العلاقات السعودية الأميركية والثمن الذي على أمريكا دفعه لقاء دعمها لنظام آل سعود.

ويقول كوكبيرن إن أوباما طار إلى السعودية ليحاول ترميم العلاقات معها حيث تتركز الخلافات على نقاط أساسية، فالرياض لاترضى عن قرارات واشنطن بالحوار مع إيران وتوقيع اتفاقات معها بخصوص برنامجها النووي كما ترفض أيضا عدم خوض واشنطن الحرب في سوريا لإطاحة نظام الأسد.

ويضيف كوكبيرن أن واشنطن من جانبها لاتشعر بالرضى عن تمويل الرياض الجماعات المعارضة الإسلامية في سوريا مثل جبهة النصرة وتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام.

ثم يعرج كوكبيرن على ما يسميه غرابة التحالف الأمريكي السعودي من الأساس لأنه جرى بين «نظام ملكي ديني رجعي» وبين دولة تعتبر نفسها قائدة للعالم الديمقراطي العلماني.

ويضيف كوكبيرن أن الحقيقة تؤكد أن العلاقات بين البلدين لم تتأثر كثيرا بحقيقة أن أغلب المشاركين في هجمات برجي مركز التجارة عام 2001 كانوا على علاقة بالسعودية.

ويستعرض كوكبيرن ما يصفه بالقرارات السعودية الخاصة بدعم الجماعات الإسلامية مثل أنها غضّت الطرف عن سفر السعوديين إلى سوريا للانضمام لجبهة النصرة و»الدولة الإسلامية» حتى بلغ عدد السعوديين المقاتلين هناك أكثر من 2500 . ثم قامت الرياض بعد ذلك بإعلان أنها ستعاقب من يعود منهم بعقوبة قد تصل إلى السجن 20 عاماً.

لكن كوكبيرن يؤكد أن هذا التراجع في السياسة السعودية قد لايفلح في دولة أغلب شعبها يشعر بالتعاطف مع المقاتلين في سوريا ضد نظام الأسد وهو ما بدأ يشكل انتقاداً للأسرة المالكة في منتديات الإسلاميين على الإنترنت التى بدأت تنشر صوراً للملك عبد الله يقلد جورج بوش قلادة المملكة مع عنوان تحتها يقول «تكريم لغزو بلدين مسلمين».

ويقول كوكبيرن إن أحد المنتديات نشرت صوراً لأرتال من السيارات المددججة بالسلاح وكتب تحتها «إلى شمال السعودية» مضيفاً أن الجهاديين السعوديين يشعرون بأنهم قد تعرضوا للخيانة من آل سعود الذين سمحوا لهم بالسفر إلى سوريا ثم اعتبروهم مجرمين.

ويوضح الكاتب أن السعودية قد قطعت شوطاً طويلاً في مواجهة المد الشعبي الذي أطاح عدداً من الرؤساء والانظمة القمعية في المنطقة كما حدث عندما أطاح الجيش المصري أول رئيس منتخب ديمقراطياً العام الماضي.

ويقول الكاتب إن السعودية تعتبر أي معارضة للأسرة المالكة ولوكانت سلمية عملا يستجلب العقاب مضيفا أن 52 نائبا في الكونغرس الامريكي قد وقعوا خطاباً وسلّموه لأوباما يطالبه بضرورة تذكير آل سعود بأنهم انتهكوا وسجنوا أغلب قادة جماعات حقوق الإنسان في المملكة.

ويختم كوكبيرن مقاله قائلاً «الأسرة المالكة السعودية نجت من انتفاضة 2011 دون مشكلات داخلية. ومنذ ذلك الحين قطعت شوطاً طويلاً في إعادة الأنظمة القمعية في المنطقة العربية لكن المملكة نفسها أصبحت أكثر انقساماً وأقل استقراراً من أي وقت مضى».

الصفحة السابقة