طلال يخرج على الملك برفض بيعة مقرن

كما في مرات سابقة، بدأت بتعيين نايف نائباً ثانياً، وتالياً تعيينه ولياً للعهد، وثالثاً بتعيين سلمان من بعده لولاية العهد، والتي كان للأمير طلال موقف معلن فيها، انتهت آخرها بإعلانه الاستقالة من هيئة البيعة، فإنه في تعيين أخيه غير الشقيق والأصغر مقرن، أصغر أبناء عبد العزيز في منصب ولي ولي العهد.. أبى إلا أن يكون له موقف أيضاً، خصوصاً وقد وضعه الآخر أمام خيار لا مفر منه، بعد أن حمّله موقفاً لم يتبناه، وهو مبايعة مقرن بمنصب ولي ولي العهد، وهي ما رفضها طلال بشكل غير مباشر.

فقد كتب في تغريدة عبر تويتر في 29 إبريل الماضي ما يلي: (تلقيت اليوم رسالة شكر من سمو الأمير مقرن بن عبد العزيز يشير فيها إلى تهنئتي له بتعيينه ولياً لولي العهد، وحيث أنني لم يسبق لي تهنئته، ولا غيره فلزم التنويه).

وفي إشارة الى أن قرار تعين ولي لولي العهد فيه تجاوز لدور هيئة البيع، كتب طلال: (فموقفي بضرورة البعد عن التجاوز الذي يؤدي إلى الفرقة ثابت كما أعلنته في 23 يناير 2012 ولن يتغير).

وكان الامير طلال قد اعلن في تغريدة له في 13 يناير 2012 (ان لا طاعة له لأحد غير الملك عبد الله بن عبد العزيز)، وذلك في تأكيد على معارضته لتعيين وزير الداخلية الراحل الامير نايف بن عبد العزيز وليا للعهد. ومن تغريدات طلال في تويتر: (أقولها صريحة إن ولائي فقط هو لله أولاً ثم ـ الملك ـ عبد الله بن عبد العزيز ـ أما ما عداه فلا طاعة لأحد بعده، إلا إذا أتى من هو جدير بذلك ومتقيد بشريعة الله أولاً، ثم القوانين المرعية، ونضمن ألا يتجاوزها لنبتعد عن الفرقة).

ونقلت صحيفة (القدس العربي) في 1 مايو الجاري عن مصادر مقربة من الامير طلال أن عدم تهنئته لاخيه الامير مقرن انما هو اعتراض على مبدأ تعيين «ولي لولي العهد»، بما فيه من تجاوز لنظام هيئة البيعة. وكان الملك عبد الله أنشأ هيئة البيعة في 2006 لتمثل كل أفرع أسرة آل سعود في اختيار الورثة المستقبليين للحكم، وتضم الهيئة أبناء الملك عبد العزيز آل سعود وأحفاده، ويرأسها الأمير مشعل بن عبد العزيز. وبموجب النظام الاساسي لهيئة البيعة، فإن من حق الملك الجديد أن يختار خليفته من ضمن أسرة آل سعود الحاكمة ما دامت هيئة البيعة موافقة على اختياره.

ونقلت الصحيفة ان العاهل السعودي لجأ لتعيين اخيه الاصغر وليا لولي العهد ليمنع خلافاً على ولاية العهد سيحصل بعد اعتلاء سلمان العرش، وليقطع الطريق على امكانية تعيين الامير أحمد بن عبد العزيز ـ وزيرالداخلية السابق ـ وليا للعهد بعد الامير سلمان. واوضح مقرّبون من الامير طلال أن الاخير جمد عضويته في هيئة البيعة في اكتوبر 2011 احتجاجا على تعيين نايف بن عبدالعزيز وليا للعهد وقالوا: (ان الامير فوجئ واخوته عندما دعوا لاختيار ولي للعهد بعد وفاة الامير سلطان بن عبد العزيز ان الملك طلب منهم الموافقة على قراره بتعيين الامير نايف وليا للعهد، وبدا الامر انه أمر وليس مشاورة، الامر الذي أغضب بعض الامراء الحاضرين ومنهم الامير عبد الرحمن بن عبد العزيز والامير طلال الذي استقال من هيئة البيعة بعدها وقاطع كل امور الحكم).

الصفحة السابقة