نـقـاش

النائبة العمالية في مجلس العموم البريطاني كاتي كلارك دعت الى مناقشة حقوق الإنسان في السعودية بحضور نواب من البرلمان البريطاني في الرابع والعشرين من يونيو الماضي؛ وهو ما حدث حيث استغرق النقاش نحو ساعة ونصف، حاول فيه بعض النواب المحافظين المدعومين من السعودية التقليل من الانتقادات لسجل السعودية الأسود.

 بدأت كلارك حديثها بالقول بأن الحكومة البريطانية تعترف بأن سجل السعودية بائس في حقوق الإنسان؛ مضيفة بأنها أسوأ دولة في العالم في مجال الإعدامات، وحسب مؤشر الديمقراطية فإن السعودية تأتي في القعر حيث كان ترتيبها الخامس بين أسوأ الدول. واعتبرت النائبة كلارك السعودية مساوية في السوء لبورما إن لم تكن أكثر سوءً منها.

وتابعت كلارك بأن السلطات السعودية تقمع النشاطات المطالبة بالحرية والديمقراطية، وعددت مناحي القمع، وأشارت الى التظاهرات في المنطقة الشرقية التي يقوم بها الشيعة، فقالت انه يجري التمييز بحقهم، وأن السلطات استخدمت القمع الممنهج ضدهم، كما ان السلطات السعودية تسيء معاملة العمال الأجانب خاصة النساء.

ولكي تقدم بعض المعلومات الواضحة عن القمع الرسمي، قالت السيدة كلارك بأن السلطات السعودية حكمت على الكاتب زكريا آل صفوان بالسجن لعشر سنوات في نوفمبر الماضي لكتابته مقالاً يدافع فيه عن التظاهر السلمي، ووليد ابو الخير رئيس مرصد حقوق الانسان في السعودية، ومثله رائف بدوي الذي حكم عليه لسنوات بالسجن وغيره؛ واضافت: استخدمت السلطات السعودية قانون مكافحة الإرهاب ضد الناشطين، وذكرت النائبة اسم الناشطتين وجيهة الحويدر وفوزية العيوني، وما جرى من محاكمتهما لمساعدتهما امرأة كندية.

النائب ديفيد سمبسون، استغرب بأن السلطات السعودية تسمح للعمال الأجانب بأن يأتوا للعمل لديها، وحين يأتون لا تمنحهم حق العبادة، وخص بالذكر المسيحيين في هذا الأمر؛ وطالب الخارجية البريطانية بممارسة بعض الضغط على الرياض.

النائب المحافظ دانيال كاوسزنسكي، اعتبر كل ما قيل مجرد ادعاءات، وسأل البرلمانية كلارك عما اذا كانت قد زارت السعودية، وحجته بأنه لا يمكن معرفة ما يجري بدون زيارة السعودية، كما فعل هو. والمعلوم ان برلمانيين يدافعون عن الرياض ويحصلون على دعم مالي وهدايا من تحت الطاولة. النائبة كلارك ردت، بأنها تعلم بأن هذه الزيارات ممولة من العائلة المالكة في السعودية وانها لن تقبل بهكذا زيارات، وليس لديها رغبة بزيارتها، ورأت بانه يجب التركيز على ما يجري من انتهاكات في السعودية، وليس ما اذا زارت السعودية من عدمه.

وانتقدت النائبة كاتي كلارك الحكومة البريطانية في معالجتها الانتهاكات في السعودية، واستحضرت قضية بنات الملك عبدالله، اللاتي احتجزن لسنوات طويلة، ورفضت الخارجية كما رئاسة الوزراء البريطانية التدخل؛ وشرحت النائبة وضع بنات الملك عبدالله الصعب حيث شحة المواد الغذائية بل وانقطاعها، وتدهور صحة الأميرتين: سحر وجواهر.

النائب جيرمي كوربن رد على النائب المحافظ، مذكراً اياه بأن النظام السعودي قمعي له سجل لا مثيل له في الإعدامات، وفي قمع المرأة، وفي اضطهاد العمالة الوافدة، وغيرها؛ ونصح كوربن زميله كاوسزنسكي انه حين يدعى لزيارة الرياض فعليه ان يذكّر اصدقاءه السعوديين الذين لهم عضوية في مجلس حقوق الانسان بأن يحترموا حقوق العمال الأجانب، وانهم يتحملون مسؤولية على الأقل ان يقبلوا بالعهد الدولي لحقوق الإنسان.

الصفحة السابقة