ميليشيات (المجاهدين) تهدر الحقّ في الحياة

قبل بضعة أسابيع قتلت قوات المجاهدين التابعة لوزارة الداخلية مواطناً من مدينة جازان اسمه أحمد الغزواني، الذي قيل ان تلك القوات طلبت منه ان يتوقف فلم يفعل فأطلقت عليه النار وقتل في سيارته، وحين هبّ الأهالي لإنقاذه منعوا من ذلك وهددوا، كما يتضح من فيديو رصد العملية. اشتكت العائلة لأمير جازان محمد بن ناصر آل سعود، وقال انه سيشكل لجنة تحقيق؛ اما المتحدث باسم قوات المجاهدين (وهم ميليشيات قتل خاصة لآل سعود) في منطقة جازان خالد بن قزيز، فتنصل من المسؤولية وألمح الى ان الضحية يهرب مخدرات، قال ان قوات المجاهدين وجدتها الى جانب عشرة آلاف ريال (اقل من ثلاثة آلاف ريال).

لم تكن تلك الحادثة الأولى، وتوقع المواطنون ان يضيع الدم كما هي العادة في اعتداءات قوات الأمن او ميلشيات آل سعود من مجاهدين او أعضاء هيئة امر بمعروف ونهي عن المنكر. والحوادث ليست قليلة على أية حال.

ومن جديد ظهر لنا الناطق باسم ميليشيات المجاهدين بجازان خالد بن قزيز ليروي لنا حادثة قتل أخرى على يد هؤلاء الأوباش من ميليشيات المجاهدين، وقال أن مواطناً متجمهراً قتل برصاصة انطلقت خطأ من مسدس أحد افراد المجاهدين. وأضاف بأن دورية للمجاهدين في قرية الجبانية بالقرب من الشريط الحدودي بمحافظة الطوال، طاردت سيارة مواطن رفض التوقف أيضاً، وأثناء المطاردة سدّ المواطنون الطريق على الدورية وكسروا زجاجها فسحب أحد المجاهدين مسدسه وانطلقت رصاصة خطأ فقتلت مواطناً! ليصبح عنوان الاعلام الرسمي: (مقتل مواطن متجمهر برصاصة طائشة من مسدس احد أفراد المجاهدين).

مواطن واحد أو مجموعة ارتكبوا جرم التجمهر! والمعتدى عليه هم ميليشيات المجاهدين، والقتل كان خطأ؛ وهكذا!

في السعودية ـ مملكة الإنسانية ـ أصبح الحق في الحياة مشكوك فيه.

هذا المواطن المنتهكة أبسط حقوقه، والذي لا يدافع عنه قضاء ولا شرطة ولا أبواب مفتوحة كيف يمكن لمنظمات حقوقية اسستها الحكومة ان تدافع عنه؟

جمعية حقوق الإنسان، التي فشلت في الدفاع عن المواطن وهو على ارضه، وجدت أنه من الأسهل الدفاع عنه في أراضي ودول الغير، واعلنت انها ترصد الانتهاكات التي تقع ضد السعوديين في بعض الدول من اعتقال تعسفي وسوء معاملة وتعذيب يتنافى مع المواثيق الدولية كما تقول!

من يفشل في حماية مواطنيه وهو على أرضه وبين أهله لا يمكنه أن يدافع عنهم في الخارج.

الصفحة السابقة