ماوراء الحجّ الخليجي الى الرياض

هل هو حجّ خليجي الى الرياض؟ ثلاث زيارات في ثلاثة أيام لثلاث قيادات خليجية الى الرياض. بدأت الأولى بزيارة أمير الكويت في 15 فبراير الجاري؛ وفي اليوم التالي 16 فبراير زار الرياض الرجل القوي في الإمارات الشيخ محمد بن زايد، ليلحقه مباشرة في 17 فبراير الشيخ تميم أمير قطر. فماذا وراء هذه الزيارات؟

على الأرجح فإن الزيارات بين زعماء الدول الخليجية للرياض لها علاقة بالشؤون الثنائية بدرجة اساس، تستهدف الرياض منها تأكيد زعامتها عبر إزالة مواطن التوتر في العلاقات، ليصار الى ضبط الرياض نفوذها في دول مجلس التعاون، وهو نفوذ تآكل في العقدين الماضيين كثيرا، وبدت علامات نفور ومنافسة للدور السعودي. وفي المرتبة التالية، تؤكد الزيارات هذه الحاجة الحاجة الى تنسيق خليجي يقف وراء الموقف السعودي ودعمه بشأن قضايا اقليمية.

زيارة أمير الكويت الى الرياض جاءت لحلحلة الملفات العالقة مع (الشقيقة الكبرى) وفي مقدمها حقول النفط والغاز المشتركة بما فيها حقول منطقة الخفجي التي تنتج ٧٠٠ الف برميل وحقل الدرة في مياه الخليج والذي يقدر مخزونه من الغاز بنحو ٢٠٠ مليار متر مكعب. وقد توقف الحقلان عن الانتاج منذ أكتوبر الماضي بضغوط سعودية؛ مع أن وزير الخارجية الكويتي خالد الجار الله قد ارجع يومها توقف الانتاج الى مشاكل فنية وليس سياسية.. غير ان المراقبين لاحظوا ان وزير النفط الكويتي اضافة الى وزراء المالية والداخلية والخارجية كانوا ضمن الوفد الكويتي الزائر للرياض.

وحسب مصادر دبلوماسية في الرياض فإن هناك رغبة سعودية لإغلاق ملفات الخلاف بين بلاده ودول الخليج الاخرى والتي هي في معظمها ناشئة بسبب الخلافات الحدودية. وكانت السعودية قد احتلت مساحات واسعة من الاراضي الكويتية بما فيها جزيرة قاروه.. وفضلت الكويت الصمت حتى لا تفاقم المشاكل. هذا ولازالت هنالك خلافات سعودية مع قطر والإمارات وسلطنة عمان بشان أراض حدودية. ورجحت المصادر نفسها ان تكون الرياض قد تنازلت عن بعض تشددها ما يتوقع معه اعادة انتاج حقلي الخفجي والدرة من النفط والغاز قريباً.

أما زيارة محمد بن زايد، فقد بددت بعض التحليلات المتعلقة بخلاف بين ابو ظبي والرياض منذ تسلم الملك سلمان الحكم، على خلفية ان ابو ظبي تدعم جناح الملك عبدالله؛ وجرى التأكيد بين البلدين على دعم الحكم المصري القائم.. في حين يتوقع أن يكون موضوع زيارة الشيخ تميم امير قطر متصلاً بمصير المبادرة السعودية بشأن تخفيف التوترات في العلاقات المصرية القطرية والذي تم أواخر عهد الملك عبدالله ونجم عنه اطلاق سراح صحافيي الجزيرة الثلاثة من جانب مصر، وإغلاق قناة الجزيرة مصر في المقابل.

وقد لوحظ في الأسابيع القليلة الماضية أن المواجهة الإعلامية بين قطر ومصر، قد اخذت جانباً تصاعدياً منذ الخامس والعشرين من يناير الماضي، حيث عاد الإعلام القطري وخاصة قناة الجزيرة الى شن هجوم عنيف على حكم الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، ما دعا الى التساؤل بشأن مصير المبادرة السعودية.

وتحاول الرياض منع انهيار المصالحة القطرية المصرية وإيقاف الحملات الاعلامية القطرية بالذات، والعودة مجدداً الى مبادرة الرياض التي لم يكشف حتى الان عن كامل الخطوات التي تم الإتفاق عليها والتي هندسها مستشار الملك عبدالله المُقال خالد التويجري.

الصفحة السابقة