ضجة: امرأة غير محجبة تمثل السعودية في الامم المتحدة

في الثلاثين من يناير الماضي بنيويورك، وفي سابقة تعد الأولى من نوعها، مثلت الدكتورة منال رضوان بلدها في الامم المتحدة، وألقت خطابا في جلسة خُصصت للحديث عن حماية المدنيين في النزاعات المسلحة، الأمر الذي أثار جدلًا واسعًا على الشبكات الاجتماعية، بعدما انتشر فيديو يسجل هجومها على إسرائيل وممارساتها الوحشية ضد الفلسطينيين.

قالت الدبلوماسية السعودية، في كلمتها، إنه لا يجوز لإسرائيل أن تتحدث عن حماية المدنيين، لا سيما حقوق المرأة، بأي شكل من الأشكال، مؤكدةً أن إدانة بلدها جميع هذه الانتهاكات المخالفة للقانون الدولي، مطالبة باتخاذ موقف عملي من هذه الانتهاكات وعدم السماح لاسرائيل بالافلات من العقاب.

وأثار إلقاء منال رضوان، السكرتير الأول في وفد المملكة في الأمم المتحدة غضبًا في وسائل التواصل الاجتماعي، وبالذات لدى التيار السلفي، لأنها لم تمثل المرأة السعودية بالشكل المناسب بعدم التزامها بالحجاب الشرعي.

الدكتورة منال هي ابنة أحد أكبر الدبلوماسيين السعوديين السفير حسن رضوان، وهي حاصلة على الدكتوراه من جامعة جورج ميسون بولاية فيرجينيا، وعملت في عدة مناصب دبلوماسية.

وبسبب الضغط السلفي، روجت وزارة الداخلية خبراً يقول بأن جهات عليا قامت بمساءلة الوفد الدائم للمملكة في المنظمة الدولية على خلفية ظهور المتحدثة باسم المملكة دون ارتداء الحجاب الشرعي.

وعلى الرغم من الرأي العام تحمس للدفاع عن حقوق الفلسطينيين وادانة المحتل الاسرائيلي للاراضي العربية، الا ان تساؤلات كثيرة طرحة في الدوائر السياسية حول سجل السعودية نفسها في مجال حقوق الانسان والانتهاكات التعسفية المستمرة ضد مواطنيها، كما حول المواقف الحقيقية للنظام السعودي من الحقوق الفلسطينية والاتصالات التي يجريها المسؤولون السعوديون مع نظرائهم الاسرائيليين على  اكثر من صعيد وخصوصا في المجال الامني. ولفت هؤلاء ان الرئيس الاسرائيلي شيمون بيريس كان من اوائل المعزين بوفاة الملك عبد الله قبل اسبوعين معتبرا وفاته خسارة لجهود السلام كما تراه اسرائيل في المنطقة.

وللمفارقة فإن منال التي طالبت مجلس الامن بمعاقبة اسرائيل بسبب انتهاكاتها لحقوق المرأة تمثل دولة هي في مقدمة الدول التي لا تقر بأي حقوق للمرأة مما تقرها القوانين الدولية، ولكي لا يبقى الامر اتهاما نظريا فإن الرياض تمارس سلوكا نفاقيا بمنع المواطنات داخل البلاد من قيادة السيارة لأن في ذلك مخالفة لقواعد السلوك الوهابي في اللباس، في حين انها تخالف تلك القواعد تجاه موظفيها في الخارج، وهو امر أثار حفيظة عدد من المشايخ السلفيين.

الصفحة السابقة