نموذج: جريدة (اليوم) تحرّض طائفياً

اعتادت جريدة اليوم التي تصدر من المنطقة الشرقية حيث الأغلبية الشيعية وحيث النفط، ان تسخر من المواطنين ومن معتقداتهم بالرسوم الكاريكاترية تارة، وبالمقالات تارة أخرى، وهي لم تتوقف قط، حتى بعد ان اتهمت ملايين المواطنين الشيعة بأنهم عملاء للخارج!

هذه المرة كان للمواطنين وقفة مع مقال طائفي للشيخ القفاري الوهابي النجدي، هاجم فيه الشيعة ومعتقداتهم، فدعوا الى مقاطعة الجريدة للمرة الثانية. تقول الناشطة الحقوقية نسيمة السادة: (منذ نعومة أظفاري، وفي وطني، أُكَفّر وأُشتَم، وأُقصَى على جميع الصعد)، وتضيف: (لن أقف مكتوفة الأيدي ليعاني أبنائي كما عانيت). وأكملت: (سئمنا وهرمنا من خطابات التودّد، ونطالب برد فعل حقيقي ومباشر لردع الخطاب الطائفي من أي كان). ودعت نسيمة السادة الى مقاطعة الجريدة وعدم شرائها.

الكاتب والصحفي الدكتور توفيق السيف، وصف جريدة اليوم بأنه (قبيحة)، وقال بأنه لا تخلو صحيفة محلية من شتم الشيعة، وأما جريدة اليوم فتكررت منها الإساءة، ودعا الى التوقف عن شرائها وقراءتها، بل دعا اصحاب البقالات والمكتبات الى التوقف عن بيعها، وختم: (ل يصح أن يواصلوا شتمنا في كل مناسبة، ويكون رد الفعل الوحيد هو تناقل الشتائم في الواتس والمجالس).

اما الناشط الحقوقي وليد سليس، فحمّل رئيس التحرير عبدالوهاب الفايز مسؤولية نشر السم الطائفي وخلق الفتنة، مذكرا ببعض ما تنشره الصحيفة وعدم توقفها رغم النقد. في حين يذكّر الناشط محمد النمر بالمادة ١٢ من النظام الأساسي السعودي، والذي يدعو الى تعزيز الوحدة الوطنية، وان من واجب الدولة منع ما يؤدي للفرقة والفتنة والإنقسام. لكن هذه المادة وغيرها مجرد كلام ولم تطبق في يوم ما ولو جزئياً.

وبالتالي لا بد للغالبية من ابناء المنطقة مقاطعة الجريدة السفيهة مقاطعة فعلية، حسب رضا آل ثاني. في حين يرى محمد آل هويدي أن الجريدة مجرد اداة في يد آخرين، وان العلّة ليست في الجريدة فهي مجرد عَرَض لمرض فتاك. ودعا هادي رسول الى عدم النيل من المعتقدات في حال الإختلاف السياسي

بدا واضحاً الآن، أن كل مفلس، يعمد الى استغلال عاصفة الحزم، ليرتقي مكانة اجتماعية عبر الطائفية، حتى الجرائد المحلية تفعل ذات الأمر مع أن المفترض ان تدعو لتلاحم الشعب. ويعتقد كثيرون بأن مجزرة الدالوة الداعشية التي وقعت في الأحساء قبل نحو ثمانية أشهر، والتي راح ضحيتها عشرة مواطنين، ما كانت لتقع لولا الضخّ الطائفي من قبل مشايخ الوهابية وصحافة آل سعود. فالطائفية والتكفير والتحريض على القتل لم تكن ليظهر بهذا القبح من المنابر الاعلامية والدينية لولا أن هناك غطاءً سياسياً رسمياً لها.

الصفحة السابقة