الرياض تفشل الحل السياسي في سوريا

 

يبحث آل سعود عن أجراء في السياسة لا شركاء ولا نظراء فضلاً عن أحرار. هذا ما ارادوه في المبعوث الدولي الى اليمن ولد الشيخ وكذلك المبعوث الدولي الى سوريا دي مستورا. تحدّث الأول ذات مؤتمر في الرياض عن حوار ترعاه الامم المتحدة في جنيف وكان في ذلك غضب سعودي عليه، إذ كيف يتحدث عن إطار آخر غير إطار الرياض، مع أن الرجل ليس نزيهاً، بل يمثل المؤسسة الدولية التي ترعى العدوان ولا تزال. ولكنّ آل سعود يريدون من المبعوثين الدوليين أن يأتمروا بأوامرهم وأن يخضعوا لإملاءاتهم.

المبعوث الدولي الى سوريا دي مستورا اتهم السعودية بالتعطيل، فرفضت استقباله في الرياض، للتمهيد لمؤتمر جنيف. أهل حكمها هكذا يتصرفون وكأنهم يملكون الدنيا ومن عليها. وفيما كان دي مستورا يواصل مساعيه لإقناع كل الأطراف المعنية بالأزمة السورية من النظام والمعارضة بالاجتماع في جنيف لبحث الحل السياسي، كانت السعودية تشق درباً آخر يقوم على هدف واحد هم التخريب والتعطيل. فجمعت أكبر قدر من القوى المعارضة في الرياض وشكّلت منها وفداً تابعاً لها، توجّهه حيث تشاء، تقله بطائرة خاصة، وتعطيه أجندة خاصة، وتحدّد له ماذا يقول، وما هو سقف مطالبه. أكثر من ذلك، هي أعطته الوقت المناسب للإنسحاب أيضاً.

كانت التعليمات السعودية لوفد المعارضة السورية القادم من الرياض تقول بأن يقتصر حديث وفد الرياض على البعد الانساني، وتعطيل المباحثات في أي شيء آخر.. واذا ما وجدنا الوقت مناسباً ـ أي نحن السعوديين ـ فسوف ندعوكم للإنسحاب. وفعلاً هذا ما تم.

الصفحة السابقة