الشاعر خلف مشعان يستجدي (الجنسية)!

فاجأ شاعر السلاطين والأمراء: خلف المشعان المواطنين بقصيدة عبر اليوتيوب يناشد فيها وزير الداخلية السعودي بأن يحل مشكلته ويمنحه الجنسية السعودية!

 

لم يكن أحد يعلم بأن المشعان هو من (البدون) وما أكثرهم، ممن تقطعت بهم الأسباب، في مهلكة الأنسانية!

وكشاعر شعبي، دخل مشعان مع النظام حروبه الداخلية والخارجية، واستُخدم كسلاح ضد خصوم آل سعود، ولم يكن يدر بخلد أحد أن هذا الشاعر الموالي بحماس لال سعود، والمتولد في الرياض لا يحمل جنسية، ولم يستطع السفر، ولا يستطيع العمل، ولا أولاده ولا أمثاله، يمكنهم حتى الذهاب الى المستشفى والاستفادة من الخدمات الاجتماعية العامة!

وفوق هذا، فإن المشعان ينتمي الى قبيلة عْنِزَةْ! التي يزعم آل سعود أنهم من (مصاليخها)، مع أن الكثير من عنوز العراق والشام، قد تمّ تجنيسهم في السعودية ودول الخليج عامّة.

الأدهى ان آل سعود جنّسوا كل من هبّ ودبّ، من المغنين والراقصات، فيما مئات الألوف من المواطنين في الحجاز والجنوب وعلى الحدود الشمالية لم يحصلوا على الجنسية، سواء من عنزة أو شمر او مطير او حتى عتيبة التي أنقذت رأس آل سعود وحكمهم من السقوط أثناء ثورة الاخوان وابن حميد في ١٩٢٨.

البعض انتقد خلف لأنه يشحذ حقوقه! وانتقدوا اسلوب المديح في المطالبة بحقّه. ومن رأي الناشط الحقوقي يحي عسيري ان (لو كانت قصيدة الشاعر عن البدون ومعاناتهم لحُسِبَتْ له، ولكنه كتبها في مَنْ حرمهم حقهم. ثم ان الشاعر طالب بالجنسية لنفسه فقط). لكن الناشطة سعاد الشمري تتألم: (من غُبْن الزمان، أن المخلصين الأوفياء، عريبي الجد والخال، يعيشون في وطنه بلا هويّة).

الغريب ان خلف المشعان، وحين هجم مشايخ التطرف معززين بسلطة آل سعود، على الشاب الذي لم يبلغ الخامسة والعشرين، وهو حمزة كشغري، متهمين اياه بالإلحاد، فتم اعتقاله وسجنه، قام خلف بشتم حمزة كشغري، في احدى قصائده، وتعرض فيها لأصله، وأنه لا يستحق ان يكون مواطناً، مع ان أجداد كشغري سبقوا ال سعود الى الحجاز بعشرات ان لم يكن مئات السنين.

يومها طفحت عنصرية خلف مشعان فقال:

كشْغَر تراها قريةٍ غربيِ الصّينْ

منها طَلَعْ حمزةْ عَمَامَهْ خَوالَهْ

نعم انه مشعان الذي يشحذ الآن حقّه من الطغاة أنفسهم الذين بطشوا بحمزة وغيره! وهو الذي يقول:

مو غريب أنْ الغريب بديرتي ما هو غريبْ

الغريب أني غريب، وللأسف في ديرتي!

الصفحة السابقة