٨٠٠ مليون من السعودية لتونس

هذا زمن التقشّف، لأن البلاد كانت قاب عامين أو أدنى من الإفلاس، حسب وزير التخطيط السعودي.

وهذا زمن الضرائب والرسوم، لإن الحرب في اليمن أثقلت كاهل الميزانية.

وهذا زمن خفض الرواتب، لأن فساد الأمراء ابتلع التريليونات من الريالات.

لكن كما يقول الأمراء، أصحاب رؤية ٢٠٣٠، فهي أزمة (وتْعَدِّيْ). ويرجع وضع البلاد كما كان سابقاً.

متى؟

 
وزير الشؤون الدينية التونسي:
انتقد الوهابية فأقالوه تحببا للمال السعودي

هذا في علم الغيب، ولكن آل سعود يقولون انتظروا حتى نهاية الرؤية، اي حتى عام ٢٠٣٠، وان شاء الله تلقون خيرا!

لكن الشعوب ليس لديها القدرة ان تنتظر كل هذه المدة في معاناة، سبّبَها من يزعم انه يريد اصلاح الإقتصاد.

ثم إن الكتاب يُقرأُ من عنوانه.

والرؤية بدايتها أزمة، وليست مجرد صعوبات عادية.

وبالقطع فإن نهايتها مأساة. لأن كامل الرؤية تم تأسيسها على أحلام وأوهام وليس على معطيات علمية.

ولأن الكتاب يُقرأ من عنوانه، رأينا هدراً في شراء يخت لصاحب الرؤية محمد بن سلمان قيمته تزيد على ملياري ريال فقط!

ورأينا أيضاً، اختفاء أكثر من تريليون ريال من إيرادات الدولة، هكذا اعتباطاً.

ورأينا نفس الممارسات تتكرر، ونفس الهدر، ونفس العقلية تدير البلاد. وكأننا لسنا في حرب ولا تقشف ولا ضرائب.

وهذا ما يجعل المواطن ينفجر مما يراه ويعاني منه.

آخر الأخبار التي فجّرت طوفانا من الغضب والسخرية معاً، إقراض وتبرع السعودية لتونس بمبلغ ثمانمائة مليون دولار.

حين أُعلن الخبر العاجل، تذكر المواطنون أن وزير الشؤون الدينية التونسي، ورئيس جامعة الزيتونة، عبدالجليل بن سالم، قد تمّت إقالته قبل بضعة أسابيع، لأنه قال بأن أزمة تونس والعالم الإسلامي جاءت من السعودية ووهابيتها، ما دفع برئيس الوزراء التونسي لإقالته، خشية على طبخة القروض والمساعدات السعودية والخليجية.

قال وزير الشؤون الدينية التونسي وأمام البرلمان التونسي، ما نصّه:

(المدرسة الدينية الوهابية هي سبب التكفير والإرهاب في العالم الإسلامي اليوم، وسكان تونس إجمالا هم من السنة المنتمين إلى المذهب الأشعري. قلت هذا للسعوديين، قلت لسفيرهم بكل جرأة، وقلت لأمين عام مجلس وزراء الداخلية العرب وهو سعودي، قلت لهم: أصلحوا مدرستكم، فالإرهاب تاريخيا متخرّج منكم، أقول لكم هذا بكل محبة وبكل تواضع، ليس لي شأن سياسي معكم أو عداوة سياسية، أقول لكم ذلك كعالم ومفكر. التكفير لم يصدر عن أي مدرسة أخرى من مدارس الإسلام، لم يصدر التكفير والتشدد إلا من المدرسة الحنبلية ومن المدرسة الوهابية، فأصلحوا عقولكم، التشدد والإرهاب في العالم الإسلامي راجع إلى هذه المدرسة، سواء كانوا على حسن نية أو كانوا على سوء نية).

بعض السعوديين الوهابيين تداولوا على مواقع التواصل الاجتماعي، كلاماً لأحد السياسيين التونسيين ينسب العنف الى الوهابية وآل سعود، وقالوا: لماذا تدعموا تونس إذن؟

أما تعليقات المواطنين على الهبة والقرض لتونس، فكانت في هاشتاق حمل عنوان ‫(‬٨٠٠ مليون من السعودية لتونس‫).‬

‫مغرد من المباحث يقول بأن ‫(‬المعارضين لما ينفقه الملك، ليسوا إلاّ طَرْشْ بَحِرْ ومنافقين وحاقدين‫)‬؛ وطرش بحر تشير بشكل مهين الى المواطنين الحجازيين‫.‬

‫الاعلامي مدلول الشمري يذكر بأن تونس لا تسمح للسعودي بدخولها الا بفيزا وتمنى لو ان تلغى الفيزا مقابل الثمانمائة مليون دولار‫!.‬

الصفحة السابقة