اليماني مندهش من تخوّف مصر من إيران ومن الشيعة

قالت صحيفة وطن المصرية في السابع من مايو الماضي، أن الشخصية السعودية الكبيرة ووزير البترول السابق أحمد زكي يماني أبدى دهشته من موقف الدول العربية تجاه إيران، واعتبارها عدوا أشد ضراوة من إسرائيل على تهديد أمنها، خاصة فيما يتعلق بمحاولة امتلاك إيران للبرنامج النووية، والتي تلقي معارضة شديدة من الدول العربية.. في حين تلتزم فيه الصمت تجاه 200 قنبلة نووية تمتلكها إسرائيل. وقال يماني خلال محاضرة له بجامعة القاهرة بعنوان (قراءة في المحطات الاستراتيجية للحالة العربية) أنه يستغرب من الخوف من وجود ما يسمى بالمدّ الشيعي في مصر، مشيرا إلى أن هناك جهات معادية تحاول أن تعبث بهذا الملف لأهداف سياسية، مشيراً أن مصر تتمتع بثبات يمكنها من المحافظة على شخصيتها دائما، وقدرة على مواجهة أي أفكار دخيلة، متسائلا عن السر وراء قلق المصريين من المدّ الشيعي في ظل المدّ السلفي الخطير، والذي بدأ ينتشر وسط صمت مطبق.

وأوضح يماني أن أخطر ما يواجه العرب من أفكار هي الأفكار السلفية المتزمتة والمتنطعة، مشيراً بسخرية إلى ما يتردد حاليا في الدول العربية حول مصطلح الديموقراطية، واصفاً إياه بأنه مرض سرطاني خطير البعد عنه (غنيمة!) مؤكدا أن أكثر الحكام ديموقراطية في العالم العربي كان صدام حسين والذي كان يفوز بنسبة 100%، وكأنه لا يوجد أي شخص يتعارض معه، بالإضافة إلى بعض الحكام الديمقراطيين في بلاد عربية أخرى والذين يفوزون في الانتخابات أو الاستفتاءات علي كرسي السلطة بنسبة 99.9 %.

وأكد وزير البترول السعودي السابق أن هناك ثلاثة أطراف مؤثرة في (لعبة) المنطقة وهي أمريكا وإيران ودول الخليج، وهي عناصر تتفق فيما بينها في الصالح وتتعارض فقط في كيفية تحقيقها، مشيرا إلى الخطأ الفادح الذي وقعت فيه أمريكا باحتلال العراق. وإزاء هذا الفشل فإنها ستبقى في المنطقة، وهو ما يحقق رغبة معظم دول الخليج في ظل تنامي قوة إيران وامتلاكها أوراقاً جيدة من اللعبة السياسية، لا يمكن أن تقفلها أمريكا تحت أي ظرف من الظروف. فصاروخ واحد تطلقه إيران على ناقلة بترول سيؤثر في السوق العالمي للبترول، وستتأثر أمريكا بشكل خطير، وسيتحول الأمر إلى بركان، وهو ما تعيه الولايات المتحدة الأمريكية جيدا.

وقال يماني أن مصر أصبحت محمّلة بالعديد من المشاكل الثقيلة، لذلك تراجع دورها، ولن تستطيع أن تلعب هذا الدور الفاعل الذي كان في الماضي، وطالب الحضور بأن (يدعو) للمملكة العربية السعودية أن تلعب نفس الدور الذي كانت تلعبه مصر في الماضي.

الصفحة السابقة