هل تضيء (ظلم) حقيقة الحريري؟

الطلبات المتكررة التي تقدّم بها رئيس لجنة التحقيق الدولية في إغتيال رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري براميرتز لعشر دول بالتعاون من أجل التحقيق للوصول الى الحقيقة أثمرت أخيراً عن موافقة الحكومة السعودية على طلب لجنة التحقيق بجمع عيّنات من التربة والماء والحجر والشجر في منطقة (ظلم) التي تبعد نحو 250 كيلومتراً عن الطائف، وبلغت مساحة العينات تسعة كيلومترات مربعة تقريباً.

المتحدث الرسمي بإسم وزارة الداخلية اللواء منصور التركي قال في تصريحات في ثلاثين مايو الماضي بهذا الشأن أن الاجراء (يأتي في إطار تعاون المملكة مع مقتضيات القرارات الدولية ولدعم جهود اللجنة في الكشف عن الجاني أو الجناة في عملية إغتيال رئيس الوزراء الراحل الحريري). وبالرغم من نفي التركي وجود شبهات حول شخص بعينة وأن ما يجري هي مجرد (تحريات علمية جنائية تتم وفق معايير متطورة جداً)، فإن إختيار اللجنة لموقع (ظلم) من بين مواقع أخرى قليلة يثير تساؤلات حول ضلوع سعوديين في العملية، خصوصاً في وقت يتزايد تورّط عناصر سعودية في حوادث أمنية داخل لبنان، الى جانب مواقع أخرى.

الشروط الصارمة التي فرضتها الحكومة السعودية من أجل الموافقة على طلب لجنة التحقيق الدولية ومن بينها مشاركة أخصائيين سعوديين وعرب الى جانب دور محدود لخبراء أجانب، حيث قال مصدر أمني سعودي بأن التحقيقات تجري (تحت سيادة الجهات المعنية في المملكة ولا تعني الإشتباء بأي مواطن سعودي)، فإن ما كشفت عنه تحقيقات اللجنة بأن (الفحوص المفصلية على الحمض النووي أثبتت أن الإنتحاري الذي وجدت آثاره في موقع الإنفجار لم يمض على وجوده في لبنان أكثر من شهرين أو ثلاثة ما يعني أنه جاء من خارجها)..فهل تضيء (ظلم) حقيقة من إغتال الحريري.

الصفحة السابقة