تدابير أمنية إستعراضية

نشطت أجهزة الأمن التابعة لوزارة الداخلية مؤخراً من أجل تكثيف حضورها في ملاحقة عناصر الجماعات المسلّحة، في ظل إنتشار معلومات عن دور مزدوج تلعبه المؤسسة الأمنية برئاسة الأمير نايف وإبنه محمد في تشجيع بعض العناصر المتشددة على خوض معارك مشبوهة في دول عربية عدة.

ففي السادس من يونيو الماضي، نفّذت الأجهزة الأمنية في منطقة القصيم حملات تمشيط أمني واسعة شملت عدداً من الأحياء، الإسكان والصفراء خصوصاً المنطقة الواقعة على طريق الملك فهد وشملت حملات التمشيط حي الخبيبية غرباً وحي القبر شرقاً وحي النهضه شمال بريده وأحياء أخرى بحثا عن مطلوبين أو مشتبه بهم أمنيا وبدأت الجهات الأمنية بنشر حزام أمني حول الأماكن المستهدفة، والتي من بينها منازل ومحلات تجارية ومنعت الدخول والخروج منها. وقد شهد مركز قصيباء شمال القصيم ومركز مدرج حملة تفتيش أمني، كما شملت الحملة محافظة البدائع.

وقد ذكرت وسائل الاعلام السعودية في السابع من يونيو أن قوات الأمن السعودية كشفت عن مخطط لإنشاء (جامعة إرهابية) لتنظيم القاعدة. وبحسب تصريحات لمصدر مسؤول بوزارة الداخلية فإن قوى الأمن ألقت القبض على أحد عشر شخصاً جميعهم سعوديون من المحرضين والممولين لأنشطة القاعدة في السعودية. وقال المصدر الأمني، إن أحد المعتقلين ثبت ضلوعه بمحاولة الاعتداء على منشأة النفط السعودية في ابقيق، وقال المصدر إنه تم الحجز والتحفظ على كامل الأموال والممتلكات العائدة لهم، وذلك لحين استكمال بقية لإجراءات النظامية. وذكرت صحيفة (الرياض) السعودية أن وزارة الداخلية تمكنت من الكشف والقبض على عدد من عناصر تنظيم القاعدة الناشطين إعلامياً في (مشروع جامعة متكاملة للقاعدة في المملكة) التي تدرس عدداً من العلوم والفنون الإجرامية في القتال والتدريب عليه بأساليب ووسائل مختلفة وصناعة المتفجرات من خلال الانترنت عبر عدة فصول ومراحل ومستويات دراسية معززة (بموسوعة) متكاملة لما أسموه بالجهاد وكان التنظيم يقبل في هذه الجامعة أي شخص غيور من أبناء الأمة - على حد قولهم - بدون اشتراط سن معينة للالتحاق بها.

وكشفت مصادر مطلعة للصحيفة أن هذه الجامعة التي اطلق عليها قادة التنظيم (جامعة القاعدة لعلوم الجهاد) تتضمن عدة مراحل وفصول دراسية لتدريس جملة من فنون الغدر والخيانة والإجرام لتدمير الوطن وأبنائه حيث تشمل تقسيمات مواد الجامعة على التدريب على (حرب المدن) و(حرب الشوارع) و(صناعة القنابل والألغام والقذائف) و(استخدام التقنيات الحديثة في شرح كيفية صنع قنبلة يدوية محلية) وكذلك تضم مواد الجامعة جداول مفهرسة و(مفصلة) لفرع اللياقة البدنية للوصول لمستوى الإعداد المتكامل.

وبصرف النظر عن البعد الاستعراضي لعمليات أمنية تقوم بها وزارة الداخلية كجزء من التزامها بالمشاركة في (الحرب على الإرهاب) من أجل درء خطر الديمقراطية!، فإن هناك من يجادل: إذا كانت جامعة القاعدة تعلّم فنون القتال فإن الجامعات الدينية تعلّم فنون الفكر القاتل، فمن يتخرج من الاخيرة يزوّد الأولى بالعناصر القتالية.

الصفحة السابقة