العلماء: لا جهاد في العراق.. ولكن!

بعد أن بدأ الحديث عن تدفق سعوديين الى خارج العراق لخوض الغزوات في ساحات أخرى، وتصاعد الغضب حول تورّط مجموعات سلفية متشددة في الدم العراقي تحت شعار الجهاد المؤسس على فتاوى دينية صادرة عن علماء دين سلفيين في السعودية، أصدر عدد من علماء المؤسسة الدينية الرسمية في الثاني من يونيو فتاوى تحرّم الانخراط في القتال في العراق، حيث نصّت فتوى لمفتى السعودية الشيخ عبد العزيز آل الشيخ على (إن الذهاب إلى العراق ليس سبيلاً لمصلحة لأنه ليس هناك راية يقاتل تحتها فالذهاب إلى هناك من باب التهلكة)، فيما اعتبر الشيخ صالح اللحيدان، رئيس مجلس القضاء الأعلى، الذهاب الى العراق أمراً غير شرعي وقال بأن (العراق في حال لا يحسن أن يذهب إليه أحد لما يسمى بالجهاد، لذلك أرى أن أي شاب يخرج من بلادنا للذهاب للعراق مسيء إلى نفسه ولأسرته ولبلاده وهذا ليس من الجهاد)، وأوصى الشيخ صالح الفوزان أولياء الأمور قائلاً (إحفظوا أولادكم هم يسمونه جهاداً لأجل أن يرغبوا الناس فيه ويأتون بآيات الجهاد وأحاديث الجهاد وما حدث ليس جهاداً، هو تجنيدٌ ضدكم، يريدون أن يجندوا أولادكم في نحوركم ويكونوا هم في راحة يشغلونكم بأولادكم هذا الذي يريدون، فلا تترك ولدك يذهب مع أناس لا تعرفهم ولا تعرف عقيدتهم ولا تعرف منهجهم لا تتركه أبداً أنت المسؤول عن ولدك).

من جهة ثانية، ذكرت مصادر مطّلعة في العاصمة الأردنية عمان في السادس من يونيو الحالي أن أجهزة الاستخبارات السعودية تزوّد (الجيش الاسلامي) المؤلف من ضباط وعناصر أمن سابقين في النظام العراقي السابق بالأموال. وتقول هذه المصادر بأن الامير بندر بن سلطان يقوم هو شخصيا بالإشراف على الإتصالات مع التنظيمات المسلّحة في العراق مثل الجيش الاسلامي وكتائب ثورة العشرين وغيرها، التي يعتقد بندر بن سلطان بأن هذه التنظيمات قادرة على إرباك العملية السياسية ومحاولة تغيير المعادلة القائمة.

وتلفت هذه المصادر الى أن القيادة الأميركية في العراق على إطلاع تام بالدور السعودي، ويحتفظ القادة العسكريون والأمنيون الأميركيون والعراقيون بمعلومات تفصيلية عن ضلوع السعودية في تمويل التنظيمات المسلّحة، وهو ما هدد رئيس وزراء العراق الحالي نوري المالكي في الخامس من يونيو بفضحه.

الصفحة السابقة