(الهيئة) تعتقل إمرأة ضبطت في مقهى ستاربكس!

عمليات التحرّي والتفتيش عن العثرات والتجسّس على خصوصيات الناس مازالت مستمرة، فكل من يعيش في هذا السعودية، وخصوصاً المرأة، يعتبر متّهماً من حيث المبدأ ما لم يثبت العكس، ولن ينجو من عقاب (التشهير) و(تلطيخ السمعة) و(هتك الستر)، لحظة وقوعه في قبضة رجال الهيئة متلبّساً بـ (الجرم) مشهوداً كان أو موهوماً، بحسب مقاييس الهيئة.

ابراهيم الغيث رئيس الهيئات

يارا، سيدة أعمال متزوّجة وأم لثلاثة أولاد مقيمة في جدة وقعت في قبضة رجال الهيئة إثر تناولها فنجان قهوة مع زميل لها في أحد مقاهي ستاربكس بالرياض لمناقشة أمور العمل، حيث تعمل كمستشارة مالية في شركة مقرّها جدة. وقالت يارا بأن عنصراً من هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر (أو المطاوعة)، دخل الى المقهى وأجبرها على الركوب في سيارة أجرة قبل أن تجبر على الإنتقال إلى الجزء الخلفي من سيارة دفع رباعي ضخمة تابعة للهيئة. وأضافت بأنها أجبرت على توقيع إقرار بأنها كانت في خلوة غير شرعية ومنعت من الإتصال بزوجها في جدة ونقلت إلى سجن للنساء في الرياض، حيث أمضت بعض ساعات إلى أن علم زوجها بالأمر وتدخل لإطلاق سراحها. أما زميلها السوري فأفرج عنه في اليوم التالي.

وكانت يكيين أرتوك المقررة الخاصة لمجلس حقوق الانسان التي تعنى بقضايا العنف ضد المراة قالت في منتصف فبراير الماضي بأنها استمعت خلال زيارتها للسعودية إلى شكاوى تتعلق بحالات تمييز بحق المرأة وحالات عنف ضدها من قبل هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

وقالت المقررة (ذكر لي أن رجال الهيئة مسؤولون عن إساءات خطيرة لحقوق الانسان حيث يضايقون المرأة التي تخرج عن العادات والتقاليد السائدة ويهددونها ويوقفونها). وجاءت زيارة أرتوك في أعقاب صدور تقرير للأمم المتحدة قدّم حصيلة قاتمة لوضع المرأة في السعودية.

وجاء رد الهيئة على ما نشرته الصحف الملحية من انتقادات، وقالت بأن المعلومات المؤكّدة أفادت بوجود (رجل معه إمرأة في أحد المقاهي، والمرأة حاسرة عن شعرها في وضع التبرج وتصدر منها حركات مريبة)، حسب بيان الهيئة، بالرغم من أن ذلك يجري في مكان عام، وفي بلد يصنّف بأنه محافظ، ويخضع تحت رقابة الهيئة التي يتجاوز عدد أفرادها خمسة آلاف عنصراً. وكان الكاتب عبد الله العلمي من صحيفة (الوطن) السعودية إتهم الهيئة باختطاف المرأة السعودية وبتفتيشها بعد تجريدها من الثياب.

الصفحة السابقة