نهر البارد: عائلتان سعوديتان تتعرفان على جثتي ابنيهما

في 21 يونيو 2007، إنتهت معارك نهر البارد بين الجيش اللبناني وعناصر (فتح الإسلام)، ولكن أسرارها مازالت تتكشف تدريجياً. وشأن ملف المعتقلين العرب من هذه الجماعة، الذين مازال محاطاً بالغموض والسريّة، فإن القتلى مازالوا أيضاً طي الكتمان سواء لجهة العدد أو جنسياتهم. فالذين استدرجوا العناصر السعودية إلى لبنان عبر مطاري المنامة ودبي في النصف الثاني من 2006، تخلوا عن قتلاهم، وأوهموا عوائلهم بأنهم يخوضون جهاداً ضارياً في العراق ضد الكفار والصليبيين وأعوانهم.

نهر البارد: جثث سعودية مجهولة

بالنسبة للأمير بندر بن سلطان، المسؤول المباشر عن التخطيط لعمليات نقل المقاتلين السعوديين من ديارهم ومن العراق كيما ينخرطوا في مخطط فتنوي تكون (مخيمات الفلسطينيين) في لبنان بؤر تفجّره، لم يجد نفسه معنياً بمآل هؤلاء الضحايا، وإلى من ينتمون، وما اقترفوا بعد أن أخفقوا في تحقيق ما كان يرسمه مع اليوت إبرامز وديك تشيني وآخرين صغار في لبنان والأردن وفلسطين.

عوائل القتلى والمعتقلين السعوديين في لبنان بعد انتهاء المعارك في نهر البارد، بقوا في حيرة السؤال الكبير عن مصير أبنائهم، ولو عرفوا ما دبّر لهم بليل، لأصابهم كفلان من الألم، ألم خسارة الأبناء، وألم الخديعة.

بعد ثمانية شهور على نهاية المعارك في نهر البارد، لا يزال ملف القتلى والمعتقلين السعوديين في لبنان مفتوحاً، وسيبقى كذلك. وفيما لا تزال الصحف اللبنانية تشكّك في رواية الجيش اللبناني حول احتفاظه بعدد من المعتقلين السعوديين وعدم تسليمهم الى دولهم، فإن (مقابر الغرباء) في مدينة طرابلس في الشمال اللبناني تضم جثامين قتلى سعوديين، فهذه المقابر تبعث عن طريق السفارة السعودية رسائل تباعاً الى ذوي المدفونين في باطنها كيما يأتوا إليها.

في 23 فبراير الماضي، نشرت صحيفة (الحياة) نبأ تعرّف عائلتين سعوديين على جثماني إبنيهما في (مقابر الغرباء)، وهما عبد العزيز العبيد ومشعل الظفيري اللذين قتلا في معارك نهار البارد. وقالت الصحيفة بأن ذوي العبيد والظفيري ذهبوا برفقة مسؤول من السفارة السعودية في لبنان إلى (مقابر الغرباء)، وتعرفوا على جثماني عبدالعزيز ومشعل، ولم يطالبوا بنقلهما إلى السعودية، بعدما تأكدوا من دفنهما وفق الشريعة الإسلامية. وكان عبد الله الظفيري قد تعرّف على شقيقه مشعل بعد العثور على جثته في مقابر الغرباء.

الصفحة السابقة