وساطة إيرانية بين السعودية وسوريا

اللقاء الذي جمع وزيري خارجية السعودية وإيران في مطار القاهرة في الرابع من مارس كان يدور حول محاولة تخفيف التوتر بين الرياض ودمشق، وتمهيد الطريق أمام الجانب السعودي للمشاركة في القمة العربية المقرر انعقادها في دمشق في نهاية مارس الجاري. الرياض التي مازالت تحمّل دمشق مسؤولية تعطيل انتخاب رئيس للجمهورية في لبنان، صعّدت من نشاطها الدبلوماسي إقليمياً ودولياً من أجل الضغط على دمشق لقبول خيار انتخاب الرئيس اللبناني كشرط لمشاركة سعودية في قمة
متكي وسعود الفيصل
دمشق.

وفيما واجهت كل محاولات تجميد الخلاف فضلاً عن تسويته فشلاً ذريعاً، دخلت طهران على الخط بحكم علاقاتها الجيدة مع الرياض والممتازة مع دمشق من أجل إحداث حلحلة في الأزمة المتصاعدة بين سوريا والسعودية.

وصل وزير الخارجية الإيراني منوشهر متكي الى دمشق في الثامن من مارس ناقلاً الرسالة السعودية المتضمنة شرطاً مهجوساً بشأن الموضوع اللبناني. وأجرى متكي مباحثات مع الرئيس السوري بشار الأسد، في محاولة لتقريب وجهتي نظر السوريين والسعوديين من الأزمة اللبنانية تمهيداً لحضور سعودي رفيع المستوى في قمة دمشق.

وقد برز مؤشر لافت على نجاح الوساطة الإيرانية، حيث قام وزير الدولة لشؤون الهلال الأحمر السوري بشار الشعار في التاسع من مارس بزيارة الرياض وتسليم دعوة رسمية الى الملك عبد الله للمشاركة في قمة دمشق. وتأتي هذه الخطوة بعد انتشار أنباء صحافية خليجية تفيد برفض السعودية تسلّم الدعوة السورية.

الصفحة السابقة