من يحاصر من: السعودية أم سوريا؟

أعلنت السعودية (24/3) أن مندوبها في الجامعة العربية
أحمد القطان، سيمثل المملكة في قمة دمشق! هذه القضية لم تحدث في تاريخ مشاركة السعودية في القمم العربية، فإما أن يأتي الملك أو ولي عهده. دعاة القطيعة مع دمشق من السعوديية اعتبروها (ضربة استباقية) لتحويل القمة الى (اجتماع بروتوكولي) وكأن القمم العربية السابقة خرجت عن إطار البروتوكولات!

ودعاة القطيعة نصحوا مازحين بأن يمثل (فرّاش) السفارة السعودية بدمشق المملكة في القمة!، وكأن التمثيل المنخفض عقاب لدمشق، وليس تهميشاً لدور السعودية في محيطها الإقليمي والعربي. ودعاة القطيعة رأوا في التمثيل المنخفض وسيلة لمحاصرة سوريا سياسياً، والصحيح أن السعودية وجناح الإعتدال العربي ومن ورائهم أميركا هم المحاصرون في عالمنا العربي شعبياً وسياسياً.

السعودية هي المحاصرة سياسياً، ومثلها عباس وملك الأردن ورئيس مصر. ما قيمة هؤلاء اليوم في العالم العربي؟ ما هي منجزاتهم السياسية على صعيد القضايا العربية المطروحة؟ لو كانوا كباراً وقادة لمارسوا دور القيادة ولحضروا، ولكنهم لن يغيروا من حقيقة أن النظام في سوريا ـ رغم سوء سياسته الداخلية ـ له من الدعم الشعبي العربي أكبر مما لدى (المعتدلين) وأن نظام دمشق لا يشعر بأنه محاصر، فهو يمسك بأوراق أقوى من السعودية ومصر والأردن مجتمعة إن في لبنان او في فلسطين أو في العراق. ثم إن مكانة السعودية انحطّت الى حدّ كبير، فلا أثر لها في كل القضايا، لا في شمال أفريقيا، ولا في القرن الأفريقي، ولا في الموضوع العراقي، ولا اللبناني ولا الفلسطيني ولا الأفغاني ولا حتى الباكستاني والصومالي واليمني والدارفوري! والصحراء الغربية. ربما يعجب دولاً عربية أخرى أن لا يحضر المحنّطان (مبارك وعبدالله). القمة فاشلة سواء انعقدت بحضور المحنطين أم بعدمه، وسواء عقدت في دمشق أم في غيرها. إنها سابقة أن لا تحضر دولة احتجاجاً على موقف أخرى بدل مناقشتها في الجامعة نفسها! وهي قضية غير مسبوقة أن يستخدم (التمثيل الهابط).

الصفحة السابقة