الملك: 75 دولاراً لبرميل النفط، وحوار الأديان يشغلني!

أجرت جريدة السياسة الكويتية (29/11) لقاءً مع الملك السعودي عبدالله، واضحٌ أنه كله من صنع الجريدة الكويتية، التي يرأسها أحمد الجار الله، صديق السعودية القديم، وذي الأصول النجدية، وأنه قد تمت الموافقة على المقابلة بأسئلتها وأجوبتها من قبل أشخاص في الديوان الملكي مع إضافة بعض اللمسات.

صار من السهل اليوم معرفة ما يمكن وما لا يمكن للملك أن يقوله، ما يستطيعه وما لا يستطيعه، والكلام المنشور في السياسة فوق مستوى الملك الثقافي وفوق مستواه اللغوي.

الملك لا يتحدث، لا يعرف أن يتحدث، ولكن السياسة الكويتية اعتادت أن تجري مقابلات بين فترة وأخرى مع المسؤولين السعوديين الكبار، وهي في الغالب ـ إن كانت مع الملك ـ تتخذ طابع سنوياً، لا يدري معها هو نفسه إن كانت هناك مقابلة قد تمت بإسمه وأنه قال ما قاله.

سنوية (السياسة) هذا العام، خصصت للإقتصاد السعودي، والأموال السعودية التي تحدث كثيرون أنها نهبت من قبل الإدارة الأميركية ما سبب قلقاً انعكس على سوق الأسهم السعودية التي تعاني أزمتها المتواصلة منذ عامين. كان عنوان (السياسة): (الملك عبدالله: الأموال السعودية في مأمن من الأزمة الإقتصادية العالمية) ونفى أن تكون واشنطن قد طلبت من بلاده بلايين الدولارات من أجل تجاوز أزمة الإقتصاد. وقال الملك في المقابلة بأن اقتصاد السعودية بخير، ومتين وأن الخطط الإنمائية ستسير مثلما هو مخطط لها.

يأتي هذا في وقت أكدت فيه مصادر اقتصادية عديدة توقف الكثير من المشاريع الحكومية، وبعضها مشاريع نفطية. وفي وقت حثت فيه أرامكو مسؤوليها الكبار بأن يشدّوا الحزام. لكن من أجاب على الأسئلة أو من وضع الأسئلة والأجوبة معاً حاول طمأنة المواطنين بأن عدوى ما يجري في الغرب لن تنتقل الى جدة والرياض. ونقلت الصحيفة عن الملك الأبكم قوله: (انقلها عني للقاصي والداني: اقتصاد السعودية بألف خير وينتابه فقط قليل من الذعر ينهيه قليل من الوقت)! وزاد الملك الخبير بالإقتصاد! بأن الأزمة المالية العالمية ستزول بعد سنة ونصف إذا عرف العالم سبيل التعاون لحلها. وتابع بأن السعر العادل لبرميل النفط هو 75 دولاراً. ما فهم منه أن الحكومة السعودية ستتحمل تخفيض الإنتاج في اجتماع أوبك القادم، وأنها قد تكون تفاهمت مع الإدارة الغربية/ الأميركية بهذا الشأن.

وقال الملك في معرض سؤال عن الضرر الذي لحق بالسعودية جراء الأزمة: (كدولة وأموال دولة لم نتضرر ففوائض نفطنا في مأمن، ولم تتعرض إلى أي اشكالات في الاسواق العالمية). ولكنه اعترف بتأثير انهيار أسعار النفط على الدولة.

الملك الفلتة أشار الى حوار الأديان، وقال أن (مسألة الحوار بين الاديان المختلفة كانت تشغلني منذ زمن).

السؤال: هل نصدق هذا الملك الذي لا يجيد قراءة البسملة بأنه قال ما قال، وأنه ما قاله صحيح؟

الصفحة السابقة