(الهيئة) تجبر القائمين على الجناح البريطاني للتعليم على الإغلاق

أدى تدخل عدد من أفراد هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الى توقف 25 جناحاً يمثل 25 جامعة بريطانية من أصل 62 جامعة مشاركة في معرض (التعليم في بريطانيا 2009) الذي نظمته جامعة اليمامة بالتعاون مع المركز الثقافي البريطاني في 25/1/2009. والسبب هو منع رجال الهيئة للعناصر النسائية المشاركة في المعرض من البقاء واستقبال الراغبين بالدراسة، بينما عانى نفس العدد من الضغط الذي حدث بسبب بقاء عدد قليل من العاملين في الأجنحة.

وقد حضر أفراد الهيئة الى مقر المعرض وطلبوا من النساء البريطانيات والسعوديات إخلاء المعرض على الفور، مما أجبر الموظفات البريطانيات الى مغادرة مقر جامعة اليمامة. أيضاً، تم منع النساء الراغبات بالدراسة بالخارج او الاطلاع على المعرض من الدخول، وطلبوا من أجهزة الأمن التابعة للكلية هناك ببقاء المعرض دون عناصر نسائية لتفادي الاختلاط.

مسؤولات في أحد أجنحة معرض الجامعات البريطانية

وقد سبب تدخل الهيئة استياءاً لدى الجهات العلمية البريطانية، خاصة من جهة تعذر استيفاء طلبات عدد من الراغبين بالالتحاق بالجامعات البريطانية، وقدم مسؤولو الجامعات تلك احتجاجاً لدى السلطات الرسمية، ما دفع بأمارة الرياض الى تشكيل لجنة لكشف ملابسات الحادث. وعادة ما يكون تشكيل لجنة تحقيق طريقة لتضييع القضية.

من جهتها، تساءلت حليمة مظفر، في مقالة لها تحت عنوان: (هل الهيئة مصدر إحراج ثقافي لنا؟!)(الوطن، 31/1/2009)، عن البريطانيات و (الذكرى السلبية التي سيحملنها معهن أثناء مغادرتهن للمملكة عنا، وبماذا سيتحدثن لوسائل الإعلام البريطانية والعالمية عن ثقافتنا الدينية، نتيجة تصرفات بعض المحسوبين على جهاز الهيئة غير الناضجة). وأضافت: (هل سيستوعب البريطانيون والبريطانيات أن هؤلاء مارسوا نوعا من السلوك المتعصب غير الواعي بأبسط الاختلافات الفقهية كجواز كشف الوجه، والفرق بين الاختلاط العام والخلوة غير الشرعية؟! هل فعلا ثبتنا في رؤوسهم اتهام الإسلام بما مارسه هؤلاء بإقصاء المرأة وتهديد مصلحتها ومتطلباتها العصرية بعد طردهم ومنعهم السعوديات من الاطلاع على برامج التعليم بالمعرض؟! هل ثبتنا بذهنهم أننا تجاه المرأة نعيش مأزقا اجتماعيا يمنعنا من التقدم الحضاري الراقي ويصمنا بالتناقض ما بين الداخل والخارج؟).

وتابعت: (بعد الحوادث والأخطاء التي صدرت من بعض منسوبي جهاز الهيئة من المتعصبين غير الواعين للاختلافات الفقهية... وذهبت بسببها أرواح، وفضحت بيوت، وشوهت سمعة أسر، تتزايد العثرات يوما بعد يوم، وأتساءل: هل أصبح جهاز الهيئة مأزقا ثقافيا ومصدر إحراج؟).

كاتب آخر هو خلف الحربي، تحدث عن (قانون الهيئة الخاص) (عكاظ، 28/1/2009)، وقال بأن (مشكلة هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أنها جهاز حكومي يبالغ في اللامركزية حتى يصل إلى مرحلة الإفراط في الاجتهادات الشخصية، حيث يقرر العضو دراسة الوضع في نصف دقيقة ثم مراجعته شرعيا وقانونيا في نصف دقيقة أخرى، ثم اتخاذ القرار الذي يراه مناسبا في عشر ثوان!). واضاف بأن جهاز الهيئة (يعمل بآلاف القوانين، حيث أن لكل عضو عامل في الهيئة قانونه الخاص الذي يستمده من رؤيته الشخصية). واعتبر الحربي ما جرى في جامعة اليمامة (تصرفات مزاجية) تنم عن (روح عشوائية وفوقية) مطالباً بعدم الدفاع عن أخطاء الهيئة، وعدم (الطمطمة) على كل أخطائها واتهام كل من ينتقد التصرفات الفردية العشوائية لأعضائها باتهامات ما أنزل الله بها من سلطان.

وكتب ثالث، علي سعد الموسى، ساخراً (لماذا لا تتولى الهيئة سفاراتنا بالخارج؟)(الوطن، 28/1/2009) منتقداً تصرفات الهيئة، وقال: (إنني أقترح جادا أن تتولى الهيئة مشكورة الوقوف ببعض أفرادها على شبابيك سفاراتنا وقنصلياتنا في الخارج وتتولى بنفسها مهمة منح التأشيرة لمن تراه ملائماً ومناسباً لخصوصيتنا السعودية المستقلة. ولو أن هيئة الأمر بالمعروف مشكورة تولت هذه المهمة الجسيمة في الأصل، ومن مهدها، من شباك سفارتنا السعودية في حي "المايفير" اللندني، لما كانت مضطرة أن تطرد 25 بريطانية من جناح 25 جامعة بريطانية في كلية اليمامة بالرياض).

الصفحة السابقة