بعد ستة أسابيع.. هل يعود سلطان حيّاً؟

نقلت صحيفة السياسة الكويتية عن الملك عبدالله في 26/5/2009 الماضي قوله بأن (صحة ولي العهد بخير... سلطان شفاه المولى جل في علاه مما ذهب للعلاج من أجله... ونترقب هنا في السعودية عودته بإذن الله خلال الأسابيع الستة المقبلة). وكان عدد من الأمراء من إخوة وأشقاء ولي العهد قد أكدوا مراراً على أنه شفي (تماماً!) وأنه سيعود قريباً. وقد أثارت الـ (ستة أسابيع) شكوكاً كبيرة في احتمال عودة سلطان سالماً، فهو ومنذ أن وصل في ابريل الماضي الى المغرب لقضاء فترة نقاهة بعد تلقيه العلاج، لم يظهر سوى مرتين للتصوير أمام الكاميرات، وقد بدا في حالة صعبة، وفقد الكثير من وزنه، فيما أفادت أنباء من مقربين منه بأن إيقاف العلاج سمح بعودة شعره الذي تساقط، ما يعني أن لا أمل في شفائه. كما أكد مقربون منه بأنه يعاني أيضاً من هشاشة في العظام.

نايف يزور سلطان في اغادير

ويبلغ سلطان نحو 85 عاماً، وقد أمضى معظم الشهور الإثني عشر الماضية في الخارج بين جنيف وأغادير بالمغرب ونيويورك متردداً بين العلاج والنقاهة، ومتحللاً من أية مسؤوليات في الدولة، ما فتح النقاش مجدداً حول ولاية العهد.

ولكن في خطوة مفاجئة تمت في مارس الماضي، بدا وكأن اتفاقاً قد أبرم بين التيار السديري والملك، عيّن بموجبه نايف وزير الداخلية نائباً ثانياً لرئيس مجلس الوزراء، وهو المنصب الذي جمّد منذ وفاة الملك فهد 2005، وقد توقع المراقبون أن تقوم هيئة البيعة بتعيين ولي العهد الجديد في حالة وفاته، ولكن تعيين نايف ألغى من الناحية الفعلية الدور المفترض لتلك الهيئة.

ويعتبر الأمير نايف الرجل القوي في السعودية، بل هو الأقوى بين كل رجال الحكم، نظير الصلاحيات التي بيده، وهو بهذا يفوق في تأثيره تأثير الملك نفسه. وفي غياب سلطان وشقيقه سلمان (مرافقاً) وقعت معظم الصلاحيات في يد وزير الداخلية الذي يعد بحق ملكاً غير متوج في السعودية. والأمير نايف شخصية ضد الإصلاح، ويتوقع أن يؤدي وصوله الى كرسي الملك الى المزيد من التشدد في السياسة الداخلية وفي انتهاكات حقوق الإنسان.

بقي أن نشير الى أن الملك عبدالله يعاني هو الآخر ـ خاصة في الآونة الأخيرة ـ من متاعب صحية في القلب، وكانت قد تعرّض لأكثر من نوبة قلبية، بسبب ما قيل عن إفراطه في التدخين وشرب الكحول.

الصفحة السابقة