السعودية: استخدام تطرّف الوهابية لاحتواء إيران والعراق

يقول المحلل السياسي (كارمان بوخاري) زميل مركز دراسات الإسلام والديمقراطية في واشنطن في تقرير نشرته صحيفة آسيا تايمز ان الرياض استخدمت وباتجاه سرّي معاكس لبرنامجها الذي يبدو منه مواجهة تطرف القاعدة، كل تطرّف الوهابية لإطفاء توتراتها الداخلية من جهة، ولاحتواء النفوذ الإيراني المتزايد في العراق، وأيضا لمواجهة صعود الشيعة العراقيين وهيمنتهم على السلطة.

وأضاف المحلل ان الملك عبد الله بن عبد العزيز تبنى نظرية بوش في الحرب على القاعدة عبر استخدام الوهابيين الرسميين أنفسهم، لمواجهة تداعيات الهزة التي أحدثتها تفجيرات سبتمبر على العلاقات السعودية الأميركية وعلى الوضع الداخلي السعودي نفسه. أما الهزة الثانية التي أصابت النظام في السعودية، فتمثلت بالنتائج التي أفرزتها عملية غزو العراق سنة 2003، وإسقاط نظام الرئيس السابق (صدام حسين) حيث صعد الشيعة الى الحكم، وترتب على ذلك دفع بالتيار الوهابي للعراق رجالاً وفكراً ومالاً لمواجهته بالقوة، الى حد دعم الزرقاوي (ابو مصعب)، وهو أمرٌ شكا منه الأميركيون لدى السعوديين الذين أنكروا الأمر.

ولم تستطع السعودية حتى الآن، وبرغم مضيّ 6 سنوات على التغيير السياسي في العراق، استيعاب أو احتمال فكرة تعاطي العلاقة مع الحكومة الشيعية في بغداد، ذلك أنها تعدها امتداداً لإيران، ولا يمكن قبول هذا التمدّد الشيعي الذي تراه خطراً على (سُنّية) دول المنطقة.

ويرى الخبراء أن السعودية – التي دخلت في أتّون الهزة الثالثة عندما بدأت إيران تلوّح بمشروعها النووي- تشعر بأن من الضروري القيام بعمل عسكري لإيقاف إيران عند حدّها، وهي قد نسّقت وحضّت واشنطن وإسرائيل عبر بوابة الإستخبارات لشنّ هجوم على ايران يفضي إما لإسقاط نظام الحكم، أو على الأقل يقضي على الصناعة النووية الإيرانية. ولاتزال السعودية تحاول الدفع بهذا الإتجاه رغم وصول رئيس جديد لأميركا.

الصفحة السابقة