خريجون عاطلون يعتصمون في الرياض

أمام وزارة التربية والتعليم وسط الرياض، اعتصم عدد من خريجي الجامعات عن العمل احتجاجاً على عدم حصولهم على وظائف رغم مضي سنوات طويلة انتظروها، وطالبوا بإيجاد وظائف سريعة لهم. حدث ذلك في 9/1/2011 الماضي، في حادثة باتت تكرر بسبب تصاعد أرقام العاطلين عن العمل من خريجي الجامعات.

اعتصام سابق امام وزارة التربية (يوليو 2010)

وحسب شهود عيان، فإن قوات الأمن قامت بتفريق حوالي 200 خريج جامعي جاؤوا من مختلف محافظات السعودية تجمّعوا خارج الوزارة احتجاجا على عدم توافر فرص عمل لهم. ومع أن عدد المحتجين ضئيل، لكنه في بلد مثل السعودية تمنع الإحتجاجات والتجمعات، يحمل معنى خاصاً، بل ويحمل تحذيرات من احتمال أن تؤدي الضائقة الإقتصادية بمجاميع الشباب الى إحداث توترات أمنية وسياسية، فضلاً عما تؤديه الآن فعلاً من زيادة في الإحباطات وتصاعد الجريمة.

وكان المعتصمون ينوون الإقامة أمام بوابة وزارة التربية لمدة طويلة، في احتجاج يأخذ مدى زمنياً أوسع ويحمل رسالة مستمرة.. إلا أن الأمن قام بتفريقهم من دون حدوث أي مواجهات، في حين أكد بعضهم عزمه على معاوة الإحتجاج والإعتصام. وحسب الصحافة فإن أحدهم قال: (سنأتي إلى هنا حتى يتم توظيفنا، حيث إننا تخرجنا من الجامعة منذ عشر سنوات، وليست لنا أي وظيفة أخرى غير التدريس في مدارس المملكة).

تجدر الإشارة الى أن نسبة الفقر تصاعدت في السعودية في السنوات الأخيرة، رغم تزايد المداخيل النفطية. وفي 2003 قدرت لجنة مكافحة الفقر التي أمر الملك عبدالله (كان حينها ولياً للعهد) بتشكيلها.. قدرت عدد السعوديين الذين يعيشون تحت خط الفقر بنحو 30% من عدد السكان، وقال رئيس اللجنة بأن السعودية بحاجة الى عشرين عاماً للتغلّب على داء الفقر.

وتلعب البطالة المرتفعة بين الشباب دوراً هاماً في توتير الأوضاع الإجتماعية. وقدرت مصادر غير رسمية نسبتها بين الإناث بنحو 68%، وبين الذكور بما يزيد على 25%.. في حين أن مصلحة الإحصاءات العامة والمعلومات تقول بأن نسبة البطالة تزيد قليلاً عن 10% فحسب.

وتنظر العائلة المالكة بقلق الى إمكانية تصاعد الأحداث المحلية، وإمكانية وقوع أحداث أمنية على خلفيات إقتصادية مثلما يجري حالياً في تونس والجزائر.. لذا بادر الرجل القوي في المؤسسة الحاكمة، الأمير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية الى مطالبة القطاعات الحكومية والخاصة بإيجاد أعمال للشباب قائلاً: (من المستحيل سواء في المملكة أو في جميع دول العالم أن توظف الحكومة كل الشباب، ولكن يجب أن تشغل الوظائف في القطاعات الحكومية والخاصة بالمواطنين).. في حين أعلن وزير الإسكان الأمير منصور بن متعب بأن العائلة الحاكمة أعادت العمل بنظام توزيع الأراضي على ذوي الدخل المحدود. وقد فهم من تلك التصريحات أنها مجرد محاولة لتهدئة الأوضاع خشية وقوع الأسوء، وخشية أن تشجع الأحداث في بلدان أخرى السعوديين على القيام بأعمال مشابهة.

الصفحة السابقة