موظف العائلة المالكة

محمد العريفي، الداعية الوهابي الذي قال بأن النبي يبيع الخمر ويهديه، والذي ألّف سورة التفاح! والذي تحدّث علناً ساخراً بعنصرية من الحجازيين والسودانيين والهنود المسلمين وغيرهم. اشتغل بمحرّك السلطة الطائفي. فالمواطنون الشيعة طيّبون إن لم يتحركوا ويطالبوا بحقوقهم، أما إذا تظاهروا وواجهوا رصاص السلطة، فهم ـ كما في بيانات الحكومة وخطابات العريفي ـ عملاء لإيران، تدرّبوا على القتال في لبنان وسوريا كما كتب العريفي في حسابه بتويتر. ولأن النظام الطائفي السعودي يريد أن يحوّل دعوات الإصلاح الى معركة طائفية داخلية، كان لا بدّ على الأتباع أن يتكلّموا ويروّجوا لها. لذا طالب العريفي بتدريب المواطنين على السلاح لمواجهة وقتال نظرائهم من المواطنين الشيعة، بلا مبرر ولا عقل سوى أوامر العائلة المالكة. قال: (أضم صوتي لأبناء بلاد الحرمين: افتحوا معسكرات للتدريب)! فتحها ليس لحماية الوطن، ولا لحرب اسرائيل، وإنما للإقتتال الداخلي!

وأضاف العريفي، خطيب جامع البواردي بالرياض مهدداً المواطنين الشيعة، بلغة عنصرية تستخف بالدم: (التاريخ يشهد أن الرافضة جبناء لا يثبتون عند المواجهة.. أقسم بالله إن تعرضوا لأمننا أو أعراضنا لنجعلنهم عبرة)! وكأن المعركة هي بين مواطنين على اساس طائفي، لا بين المواطنين سنة وشيعة ضد نظام فاسد مستبد وعميل للغرب.

وأكمل في صفحته على تويتر موجها كلامه للمواطنين في الشرقية الذين بدأوا بمواجهة الرصاص ومدرعات السلطة بقطع الطرق وحرق الإطارات، فقال: (أسلوب الرافضة المخربين في البحرين والقطيف أسلوب واحد.. اعتداء على الشرطة، دراجات نارية ومولوتوف وحرائق! فهل قائدهم واحد؟ أم تدربوا بمكان واحد؟).

هكذا رجل، يكون دائماً في صف الطغاة، مطبقاً لسياساتهم، وجزءً من معركتهم؛ شأنه شأن مشايخ آخرين ليس لهم من معركة إلا مع مواطنين أمثالهم مثلما تشتهي سلطة آل سعود. فقد سبق في عام 2011 أن قال الشيخ علي الحذيفي إمام المسجد النبوي، وهو موظف حكومي أيضاً ومعين من قبل السلطات، بأنه ينبغي طرد المواطنين الشيعة شرق السعودية الى العراق.

لا أحد يحاسب على هذا التحريض العلني على الكراهية وعلى القتل، هذه ليست جريمة في عرف آل سعود!

الصفحة السابقة