د. سامي عنقاوي محذّراً سكان الحرمين:

ليس بعد الإحتلال والتفريغ إلاّ إلإحلال بشراً وفكراً!

■ لاعلاقة لما يحدث في الحرمين بحرمتهما، ولا بإستيعاب الحجاج. التغيير يعني إستبدال شيء بشيء آخر. التطور يعني استمرار وتحسين يتلاءم مع الزمان والمكان بالميزان. ما يحدث إنما هو سفه وجشع. نتصرف في الحرمين ونغيّر ونبدّل في معالمهما وتاريخهما ومجتمعهما، وكأننا نملكهما! وما نحن الا خدم للضيوف. فهل يملك الخادم التغيير في بيت سيده؟! اتقوا الله! فالجرافات والديناميت يسببان طمس تاريخ وطبيعة الحرمين اللذين لهما وضعهما الخاص. سبعون عاماً من التغيير وطمس ذاكرتنا الموروثة، حتى أصبح البعض لايريدنا ان نفكر الا بطريقته، وأن نعبيء ذاكرتنا بأشياء غريبة لاعلاقة لنا بها!

د. سامي عنقاوي، رئيس مركز الحج

■ كنا أشرافاً بشرف خدمة ضيوف الله. هل شرّفتنا الأموال؟ هناك من هو اكثر مالاً وولدا! الخدمة هي شرفنا وقد تخلينا عنها، فتخلّى الله عنّا. أفيقوا قبل ان نفقد كل شيء. حفاة عراة كانوا يصطادون قاصدي الحج، والآن ينهبونهم حول بيتك في بنيان تطاول على بيتك يا الله. كنّا نستظلّ تحت ظلّ بيتك، فأصبح ظلّ البنيان يطغى عليه! أبراج ترمز لعالم المادة والكِبر، تتطاولى على بيت الله وتنافسه في عظمته، وهذا لم يحصل في تاريخ الكعبة! ومع هذا يسمونها (ابراج البيت)!

■ اللهم أنت الذي لا إله الا هو، إنْ لم تُجرنا، فمن يجيرنا يا مجير المستجيرين به. نحن جيرانك، أهل حرمك الذي لا ينفر صيده، نُفرنا من جوارك، وأُخرجنا من ديارك! يا مجير المستجيرين: حتى سور بيتك الذي بنيناه بعدما بنى جدنا بيتك، قد تم هدمه. من يأوي ضيوفك وضيوف بيتك؟ كانت بيوتنا تحمي بيتك. والآن نُفرنا من ديارنا، فلم يبق لنا بيتٌ الاّ بيتك. كنّا هناك نطوف به كما يطوف حمام البيت، اللهم أجرنا فلا ملجأ إلا بك. كان حمام البيت يألم فيلجأ الى بيتك؛ والآن هو يبكي وينوح من ألم الفراق بعيداً.

■ يا أهل بيت رسول الله: أين أنتم؟ هدمت بيوتنا وبيوت أجدادنا، وأُخرجنا من ديارنا، وطمست آثار جدّنا سيد البشر، والان يُهدم آخرما تبقى، وأنتم نيام. أين أهل مكة والمدينة؟ أين ذاكرتنا اليوم؟ أين التراث؟ احذروا الفكر التصحيري الذي غزانا، فليس بعد الإحتلال والتفريغ إلا إلإحلال بشراً وفكراً. النتيجة واضحة: أين هم أهل مكة والمدينة اليوم؟ لقد نفروا وهجّروا!

السيرة المكانية لرسول الله والآثار قد حفظت على مدى 1300 عام، والآن طمسها من لا تاريخ له ولا أثر. طمسها اولئك الذين يصرون على أنهم الوحيدون الذين يزعمون انهم وحدهم قد فهموا الكتاب والسنّة.

■ لا بد من كسر حاجز الخوف، من يخشى الله لا يخاف الناس. نحتاج لبذل الكثير لإخراج الجرافات من الحرمين الشريفين. من هم المعنيّون بما يجري إن لم نكن نحن المكيين؟ الآن وليس غداً، وإلا فالجرافات أسرع من تحرّكنا. من له الحق في طمس ذاكرتنا؟ من الذي قرر أن يحرم الأجيال القادمة ون إرث تركه أجدادنا؟ انقذوا ما تبقى من تاريخ الحرمين. الحرم الثالث (القدس) وضعه أفضل ولا يقارن بالحرمين الشريفين؟ لماذا نتجاهل الحرمين ونركز على الحرم الثالث؟ أيهما أهم؟! تعالوا الى مكة لتروا ما يحدث من تدمير. من لا يستطيع فلينظر عبر (غوغل) وليقارن التدمير مع القدس.

■ أوقفوا هدم آخر ما تبقي من الحرمين! أخرجوا الجرافات، وأسكتوا الديناميت! أوقفوا تغيير خلق الله في حرم الله. الحرم الذي لايعضد شوكه نُسف جبله. الحرم الذي لا ينفر صيده، شتّت أهله. انه أكبر إحلال عرقي ناعم في تاريخ البشرية. لم يشعر به البعض، وآخرون يطبلون ويستهبلون.

الصفحة السابقة