مملكة الأخطاء والخطايا..

قيمة المواطن آيباد!

إذا كان من الصحيح القول بأن الفساد معشعش في كل وزارات الدولة ومؤسساتها وبين معظم رجالها، بما في ذلك ومن في ذلك جهاز القضاء والقضاة.. فإن وزارة الصحة شديدة العطب، تظهر أخطاؤها بسرعة بالغة، وتلحظ عيوبها ربما أكثر من أية وزارة أو مؤسسة. فالتلاعب بالمال العام والسرقات في وزارة الدفاع والداخلية مثلاً: هو أمرٌ مجهول أو لا تظهر آثاره المباشرة او تلامس العصب الحسّاس لدى المواطنين.

وزارة الصحة كالداخلية تمتهنان (جزارة البشر)!

وزارة الصحة هي أكثر وزارة مرّ عليها عدد من الوزراء. فاللصوصيات وإن كانت أمراً معتاداً، فإن وفاة المواطنين بالأمراض الوبائية أو بالأخطاء القاتلة أو بسبب الفشل الإداري (عدد الأطباء من ذوي الشهادات المزورة بالآلاف!) أمرٌ يثير السخط والألم. فالتلاعب بالمال يختلف عن التلاعب بالأرواح. وحساسية المواطنين في هذا الأمر مسألة طبيعية ومتفهمة، خاصة وأن البلاد قد واجهت أمراضاً غير مسبوقة بل غير مألوفة عالمياً مثل: التدويد، وحمى الوادي المتصدّع، وأمثالها.

خلال الأسابيع القليلة الماضية، تكررت الأخطاء والإستهانات، خاصة في مستشفى الملك فهد بجازان، راح ضحيتها عدد من المواطنين، فظهرت هاشتاقات غاضبة وعديدة متألمة للغاية، من بينها: #خطأ طبي يفقد طفل حاسة السمع؛ #وفاة سيدة نقل لها دم خطأ؛ #رهام الحكمي؛ #فاطمة ضحية مستشفى جازان؛ #أقيلوا الربيعة بناء على طلبنا؛ #محمد بن زايد يتكفل بعلاج سعودي؛ وغيرها.

فاطمة ذهبت لعلاج التهاب الحلق فتوفيت دماغياً، والأطباء يطلبون من الأم تلاوة القرآن على ابنتها!

ومن نفس المستشفى بجازان، نقل الأيدز للطفلة رهام الحكمي!

رهام الحكمي ودم ملوث بالأيدز

حنان الدوشي نقل اليها دم ملوث وتوفيت أيضاً.

والطفل مفرح حمدي دخل المستشفى ذاته فخسر عينه وأصيب بالشلل.

وهناك رجل أمن نُقل إليه دم ملوّث في ذات المستشفى.

ويزيد وزير الصحة (الربيعة) الطين بلّة، فيعطي رهام الطفلة البريئة آيباد تتسلّى به الى أن يأتيها قدرها، بدلاً من أن يبعثها للعلاج في الخارج، او يعوض أهلها، أو حتى يقدّم استقالته خاصة وان هذه الحوادث كلها تراكمت في مدة زمنية قدرها شهر واحد! وفي منطقة واحدة! ومن مستشفى واحد!

الأكثر سخفاً من هذا، هو أن أحد مسؤولي وزارة الصحة علّق على طلب المواطنين باستقالة الوزير، بان تساءل ببلاهة: لماذا سنستقيل؟! وأضاف بأن الذي لا يعمل لا يخطيء!

ماذا لو كان الضحايا من الأمراء أو الأميرات؟

الناشطة خلود صالح الفهد علقت على الأخطاء الطبية بأنها (تحولت من حالات نسبية إلى ظاهرة متفشية في ظل عدم وجود نظام يحمي المريض). الكاتب في صحيفة الشرق علي مكي علق على وفاة حنان (بأن الجرثومة في مستشفى الملك فهد ترعى وتعيش وتهيم وتلعب منذ سبع سنوات! اصلا في نظرهم ـ الحكومة؟ ـ جازن جرثومة)! أما هاني المحمادي فتمنى على وزارة الصحة (أن تصدر بياناً توضح فيه العدد المطلوب من الضحايا والذي قد يُقنع الوزير ومن معه بالإستقالة).

مغرد: رجل أمن وجرثومة دم: ليتها في أمير حتى يحسّون!

مغرد وجه مناشدة: (يا وزارة المجزرة.. ترى اللي في جازان بشر قبل ان يكونوا مواطنين! سلسلة اخطاء فادحة في زمن وجيز. يا وزير استح). ومغردة إصلاحية رأت أنه (لو الأمير يتعالج في مستشفى جازان، لأصبح الوضع مختلفاً! المواطن مسكين محروم من كل حقوقه). وانفرد مغرد بنوبة ألم فقال: (يبدو أننا لو كنا نُخاطب بهائم لعقلت ما نقول! لن أقول إلا حسبي الله على من تولى أمراً يتعلق بأرواح البشر وقصّر في عمله).

المغردة نادية السعيد رأت أن الإهمال الحكومي لمنطقة الجنوب عامة يفترض أن يرد عليه بالإنفصال عن مهلكة آل سعود: (والله المفروض أن أهل جازان يستقلّوا، أو ينضموا لليمن، فهذا أبرك لهم. يمكن حينها أن تهتم بهم الحكومة السعودية من باب مساعدة دول الجوار)!

ضحايا وزارة الـ IPAD

واندهش مغرد سمّى نفسه (آذار)، بأن الملك شكر وزير الصحة بعد تلويث دم رهام الحكمي بالإيدز (والآن بعد فاطمة المتوفاة لا بدّ أن يمنحه وسام الملك عبدالعزيز). مواطنة مغردة رأت أن هناك فائدة من بين هذه الخسائر: (الواحد اذا أراد أن يخوف أطفاله حتى يناموا عليه ان يهددهم: تناموا وإلا أودّيكم مستشفى جازان)! اما الكاتب علي الشرياوي فرأى أن (كل مواطن هو مشروع إهمال صحي وتعليمي، لن يتوقف قطار الإهمال عند فاطمة)؛ في حين أطلق عبداللطيف المطيري على مستشفى جازان (تشليح جازان العام للأجساد السليمة).

الطفلة رهام كتبت في موقعها على تويتر: (ادعوا لي بالشفاء العاجل).

الله يشفيك، ويشفي هذه البلاد المسعودة المنكوبة بمرض اسمه (آل سعود)!

الصفحة السابقة