«النجوم الخمس» في مملكة «ما وراء الشمس»

الرياحين في يوم العيد عند قبور شهداء الحرية والكرامة

منذ سنوات طويلة لم تذق السعودية طعم العيد حقيقة بسبب وجود عشرات الآلاف من المعتقلين وعشرات الشهداء والجرحى، فضلاً عن البيئة القمعية الخانقة التي تدفع ملايين المواطنين للخروج من البلاد ليقضوا اجازاتهم في دول الجوار، أو ليهاجروا كلية منها الى كندا واستراليا والامارات وأمريكا وغيرها؛ وكأنهم قد خرجوا من سجن حقيقي: اجتماعي وسياسي. كما أن الأزمة الإقتصادية قد القت بظلالها على المواطنين الى حد أنهم أخذوا يتزوجون في الساحات العامة تقليلاً للنفقات كما هي حالة ذلك الشاب الذي احتفل بزواجه على كورنيش جدة تخفيفاً للنفقات كما يقول.

قبل عيد الفطر المبارك، تمنّى كثيرون أن تطلق السلطات السعودية سجناء الرأي (كمكرمة طبعاً) ولكن لا حياة لمن تنادي، فالسياسة العامة آخذة بالتشدد أكثر فأكثر، وكأن النظام يريد استعادة أرضٍ فقدها لصالح الجمهور المطالب بحقوقه. قبل العيد تحدثت سيدة عن أخيها الذي أعيد الى المعتقل بعد سبعة أيام من اطلاق سراحه. وأخرى ترحّمت على ابنها الذي قتل على يد الشرطة ولم تستلم جثمانه رغم مضي سنوات، ولتقول بأن زوج ابنتها حكم بعشر سنوات سجن ولم يطلق سراحه بعد إثني عشر عاماً من الاعتقال. قبيل العيد يتحدث معتقل سابق عن التسهير وقوفاً لعشرين يوماً من أجل الاعتراف بالتهم؛ وأم خالد الخاطر تطلب من وزير الداخلية الافراج عن ابنها بعد ١١ سنة سجن؛ والمعتقل الفالح وبعد سجنه أكثر مما حُكم عليه أجبر على التوقيع بأن اطلاق سراحه (مكرمة)، الى آخر المآسي.

العيد في المنطقة الشرقية المنكوبة بالقمع والرصاص والتمييز الطائفي، وكذلك المناسبات السعيدة كاحتفال القريقعان الخليجي الشعبي، لم تكن إلا مناسبة للتذكير بالمعتقلين المنسيين وغيرهم فضلا عن الشهداء الذين تساقطوا بالرصاص خلال العامين الماضيين. وحتى احتفال واحتنا فرحانة السنوي، ثبت أنها لم تكن فرحانة حقاً. فهذا والد الشهيد ناصر المحيشي يقف عند قبر ابنه في يوم العيد، عيد الشهيد، وتلك الورود تُنثر على قبر الشهيد السيد علي الفلفل، فيما الرياحين تغطي قبور الشهداء.

زائرو المقابر كثر يوم العيد، عيد الشهادة والشهداء. وزوار السجن كثيرون زائرين ومُزارين. لقد تم تعمير المقابر والسجون والأحقاد والضغائن فأيّ مستقبل لحقوق الإنسان.

في آخر جمعة من رمضان، وبمناسبة يوم القدس العالمي، وبدعوة من ائتلاف الحرية والعدالة.. خرجت عدة مسيرات تندد بالكيان الصهيوني وممارساته البشعة ضد المقدسات الاسلامية  والفلسطينيين. وقد استفاد الناشطون من تلك المناسبة في التنديد بالنظام السعودي وجرائمه بحقوق المواطنين، مطالبين باطلاق سراح السجناء. كما رفع المواطنون شعارات تؤكد دعمها للقائد الشيعي البارز الشيخ نمر النمر، وهتفت له: (ويّاك ويّاك، يا شيخ النمر). هذا وقد رفع المتظاهرون يافطات تندد بممارسات القوات الخاصة وخاصة ما قامت به مؤخراً من مهاجمة منزل الناشط  عباس المزرع واعتقاله.

الصفحة السابقة