مملكة الإنسانية: ملكٌ يسجنُ بناته!

قالت منظمة العفو الدوليةِ في بيان لها إنه يتعين على السلطات السعودية، إطلاق سراح بناتِ الملكِ عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود الأربع، والسماحُ لهن بالتنقل والسفر بحرية.

الأميرتان المحتجزتان: سحر وجواهر ابنتا الملك!

ففي وقتٍ سابق من هذا العام، أعلنت اثنتان من بنات الملك، وهما سحر آل سعود، وجواهر آل سعود، البالغتان من العمر اثنين وأربعين عاماً، وثمانية وثلاثين عاماً على التوالي، أنهما وشقيقتيهما هلا آل سعود، تسعة وثلاثون عاماً، ومها آل سعود، واحد وأربعون عاماً، قد مُنعن من التنقلِ بحريةٍ لمدة تزيدُ على ثلاثة عشرَ عاما. وأفادت المعلوماتُ أن النساءَ الأربع جميعاً محتجزاتٌ في فيلا مقفلة وتحت الحراسة داخل أراضي المجمع الملكي في جدة منذ عام 2001، وأنهن ممنوعات من مغادرة المجمع ومن السفر داخل المملكة أو إلى الخارج.

وقد أثار الأمين العام لمنظمة العفو الدولية سليل شيتي بواعثَ قلقِ المنظمة أولَ مرة في رسالةٍ بعث بها إلى الملك عبدالله بن عبدالعزيز في مايو الماضي، ولكن المنظمة لم تتلقَّ ردّا، فأرسلت رسالة اخرى في اكتوبر الماضي أعربت فيها عن قلقِها بشأن تدهور ظروفِ احتجاز الأميرات الأربع، وتردّي حالتهن الصحية. وبعد مرور ما يزيد على شهر لم تردّ السلطاتُ على أي من الرسالتين، ولم تُشرْ حتى إلى تسلُّمهما.

ورأت العفوُ الدولية استمرارَ احتجاز الاميرات الأربع انتهاكاً للمادة الثالثة والمادة التاسعة من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، اللتين تنصان على احترام الحقِ في الحرية وتحظران الاعتقالَ التعسفي، كما يعتبر الأمر انتهاكاً للمادة 14 من الميثاق العربي لحقوق الإنسان، الذي ينص على أن لكل شخص الحقَ في الحرية وفي الأمان على شخصه، ولا يجوز توقيفُه أو تفتيشه أو اعتقاله تعسفا وبغير سند قانوني.

وعلاوةً على ذلك، فإن القيودَ المفروضة على الأميرات الأربع تشكلُ انتهاكاً لحقِهن في حريةِ التنقل، الذي يقتضي من الدول عدمَ حرمان الشخص تعسفياً من ممارسةِ حقه في حرية التنقل. وتنص المادة 13 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان على أن لكل فردٍ الحقَ في حريةِ التنقل وفى اختيار محلِ إقامته داخل حدودِ الدولة.. وأن لكل فرد الحق في مغادرة أي بلد، بما في ذلك بلده، وفي العودة اليه.

كما تنص المادتان 26 و27 من الميثاق العربي لحقوق الإنسان الذي وقعت صادقت عليه السعودية على ذات المضامين.

وفي ختام البيان دعَت العفوُ الدولية السلطاتِ السعودية وخاصة الملكَ عبدالله إلى أن يُطلقَ سراحَ بناتِه، ويضمن حريتهن في التنقل، وحقَهن في مغادرةِ البلادِ إذا رغبن في ذلك. كما حثته على السماح لهن فوراً بالحصول على المعالجةِ الطبية المناسبة والطعام الكافي.

الصفحة السابقة