يولدون في الدمام ويُدفنون خارجها

كان مدهشاً ان تفجير الدمام كشف عن حجم مظلومية المواطنين الشيعة والتمييز الطائفي بحقهم حتى وصل الى الأموات. فالشهداء لا يمكن ان يدفنوا في الدمام التي يريد آل سعود التعمية على تنوعها المذهبي. فقرار آل سعود قائم بعدم دفن الشيعة في مقابر المسلمين السنّة، وآل سعود لم يسمحوا للشيعة بتحويل قطعة ارض اشتروها الى مقبرة رغم ان الطلب مضى عليه اربعون عاماً. وبالتالي لاحل الا بدفن الشهداء في الأحساء على بعد أكثر من مائة كيلومتر، او في محافظة القطيف.

لن يدفن الشهداء في الدمام، يقول رجل الدين السيد حسن العبدالله؛ والمغرد المشهور جمال بن يقول انه تفاج وصُدم بمعلومة عدم سماح ابن نايف للشيعة بدفن موتاهم في مسقط رأسهم بالدمام. في الحقيقة فإنه حتى مسجد الدمام دمّره آل سعود اكثر من مرة، الى ان سمحوا ببنائه بشروط وقيود كثيرة؛ ووداد منصور تقول: (الشهيد في السماء يشفع لأهله.. وفي الأرض لا يشفع لنفسه كي يُدفن في مدينته).

اذا كانت العنصرية قد طالت الأموات فكيف بالأحياء؟ نعم الشيعة لا في حياتهم ولا في مماتهم شافوا حياة كريمة في وطنهم. ومع هذا يأتي البعض ليقول بأنهم يدّعون المظلومية. ففي الأساس غير مسموح للمواطن الشيعي الميّت ان يدفن في مقبرة المسلمين، باعتبارهم كفرة بنظر ال سعود ووهابيتهم.

المحامي صادق الجبران يتألم: (يؤسنفي ان لا يجد الشهداء قبراً يدفنون فيه في مسقط رأسهم الدمام. قبوركم في قلوبنا ايها الخالدون). بعد الضجة، زعمت السلطة انها سمحت للشيعة بمقبرة! لكن الأرض من اموال الأهالي وهي ليست في الدمام بل القطيف، وكان ينقصها التصريح الرسمي فحسب! فتأمل الحقد الطائفي.

واخيراً تسخر سنا البدر فتخاطب المواطنين الشيعة: (تقَبّلوا أمواتكم، عقبال ما يتقبّلون الأحياء منكم)!

الصفحة السابقة